مقالات القراش

التضليل الإعلامي في مواجهة الوعي الاجتماعي

منذ بداية الاستثمار في الإعلام خلال العقدين الماضيين جعلت منه بعض الحكومات، والأحزاب، والهيئات، والمجالس السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية صوتًا ناطقًا لأيديولوجيتها وأهدافها، وفي نفس الوقت “وسيلةَ  تضليلٍ”؛ للتأثير على الرأي العام أو الخصوم لخـلْق صورة محددة تساهم في بلوغ غايتها بأقصر الطرق دون النظر للآثار المترتبة على ذلك.

وبما أنّـنا نعيش في عصر الانكشاف المعلوماتي، الذي لا يمكن إخفاء الحقيقة فيه، أو تمرير الكذبة الإعلامية دون رصد إلا أنّ بعض الدول التي تمارس هذا السلوك لازالت تؤمن بأنّ سياستها الإعلامية غير مفضوحة للآخرين فتحاول أنْ تستمر وهي مُـتغابية من خلال نقطتين:

الأولى:

تضليل المؤيدين قبل المعارضين  لأنّ أهدافها غالبًا لا تكون مقبولة في نفوس المتلقّين إلا بالتزيين أو التزييف.

الثانية:

تضليل الخصوم عبر توظيف الإمكانيات التي تساهم في إثارة الفوضى عبر وكلائها أو المتعاطفين أو ممن تشتريهم.

لذلك  ترتكز في سياستها التضليـليّة على ثلاث نقاط  أهـمّـها:

·   تحريف الحقائق.

·  الدعاية لذاتها.

·   صناعة الفوبيا للخصوم.

مما جعلها تناور وتراوغ  عبر وسائلها التقليدية أو التقنية لتحويل أنظار العالم عن المسائل التي تضرّ بمصالحها، إلى القضايا التي تضرّ بخصومها، أو تلْفت النظر إلى سلبياتهم ، ناهيك عن الهروب من التفاصيل إلى العموميات حين يتعلّق الأمر بمبادئها، كما تمارس الابتزاز والتهديد الإعلامي المبطّن أو العلني لتغيير مواقف الخصوم أو المؤيدين ليتماهى مع توجّهاتها.

يتبين لنا من ذلك

أنّ الإعلام في أي وطن يعتبر “وجهه الحضاري” الذي يصنع الوعي لذا يجب ألّا  يتصدر له إلا المحترفون لتحقيق أغراضه وأهدافه خاصةً ما يتعلق بالانتماء والولاء ليعكس القيم والأخلاق التي تبرزه.

كما أنّ “الرأي العام” شريك أساسي في صناعة الوعي عندما لا يقبل التعامل مع  الشائعات أو الإعلام المضلّل، لأنّ تناقل الأخبار من مصادر غير موثوقة يصنع إطارًا لا يتكـيّف مع المصلحة العامة؛ مما يصيب المجتمع بشلل فكري وعيب إعلامي سرعان ما ينكشف للعالم بأنّ هناك ثغرة في عقله.

لذا يتبادر للذهن سؤال .. ” ما المطلوب منا في السعودية إزاء هذا التضليل المستمر ؟ “

إنّ السعودية منذ نشأتها وهي في صراعٍ مريرٍ مع الإعلام المضلّل الذي حاول أعداؤها عبره أنْ يهزّوا صورتها أمام المجتمع الدولي إلا أنّها في كل مرّة تتعرض فيها لحملة شرسة تكون صامدةً مدافعةً عن ذاتها وشعبها.

ولكن يجب علينا الوقوف معها في مواجهة هذه الحملات المنظمة من خلال ما يلي:

·   إنشاء مراكز للدراسات والأبحاث الإعلامية تنافس ما انتهى إليه الآخرون.

·  توسيع الأفق الإعلامي  عبر أدوات تساهم في الوصول للعمق الاستراتيجي في أي اتجاه.

·   تنظيف المؤسسة الإعلامية المحسوبة علينا من الدخلاء.

·   فرض الأجندة السعودية عبر قيادات محترفة تشمل كل المجالات الإعلامية.

·  احترام الرأي العام عند التعامل مع الأحداث والمواقف التي تواجهها السعودية.

·  إنتاج مناعة إعلامية مضادة تعتمد على رفع الوعي لدى المواطن من خلال توجيهه بالطرق الصحيحة التي لا تجعله يلجأ لمتابعة الإعلام المضلل.

·  إيجاد مواد تربوية  في التعليم تقدم المنهج السليم في التعامل مع الإعلام الجديد.  

 

همسة:

تبنى الأوطان على أكتاف أبنائها المخلصين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button