تطل علينا هذه الأيام ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- ورعاه، مجددة الأفراح في ربوع الوطن، وناثرة الوعد الأخضر في سهوله ووديانه وجباله، وموقدة شمعة الأمل الوضيئة بحاضر زاهر ومستقبل مشرق في ظل هذه القيادة الرشيدة التي ما فتئت تقود دفّة هذه البلاد بكل حنكة واقتدار، وسط عباب هائج وعالم مضطرب ومكائد يدبرها المرجفون لينالوا من وحدة الوطن وأمنه وقيادته الأبية، وهيهات أن يدركوا مبتغاهم، فاللحمة الوطنية التي تشج العلاقة بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي عصيّة على الاختراق ومحصّنة ضد المؤتمرات الدنيئة والمكائد الرخيصة.
إن ذكرى البيعة الميمونة تمر علينا اليوم بمتغيرات كثيرة وشواهد تطوُّر ونمو عزّ مثيلها، جعلت من المملكة العربية السعودية رقمًا صعبًا في معادلة التطور والنمو والازدهار، وأدارت بوصلة الانتباه العالمي لما يجري في أرض المملكة، وفق الرؤية الباذخة، رؤية المملكة 2030، التي أبدعتها عبقرية ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- لتشهد ربوع الوطن ومناطقه المختلفة الكثير من المشروعات النوعية، والتي حملت في طيّاتها بشارات الوعد وأسباب التقدم، بخاصة وأنها جاءت متناغمة مع التطور العالمي، سواء كان ذلك في استخدام تقنيات النانو أو الطاقة المتجددة البديلة أو استخدامات الجينوم، فكل هذه المجالات الأحدث في العالم وجدت لها طريقًا في مشاريع المملكة، فاتحة النوافذ أمام أبناء هذا الوطن المعطاء لإبراز مواهبهم ومقدراتهم العقلية وجهودهم البناءة لخدمة وطنهم.
إن المشاريع التنموية الكبيرة التي أعلنت عنها المملكة وشرعت في تنفيذها مثل مشروع البحر الأحمر ونيوم ووعد الشمال وغيرها من المشروعات العملاقة الكبيرة، ستحدث بلا شك نقلة اقتصادية نوعية، ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى الوطن العربي، بما يعزز مكانة المملكة بوصفها القائد للأمة العربية والإسلامية في سالف الأيام ولاحقها، وهي مكانة لا ينازع المملكة فيها ولا يتطاول عليها متطاول في أحقيتها، فما نشهده من بعض الدول الصغيرة من مكائد ودسائس واستهداف إعلامي مغرض لا يصدر إلا من نفوس توطّنها الحسد ونخرها الحقد، فنفثت سمومها القبيحة على المملكة، وجعلتها تلوك المؤامرات ظنًا منها أنها بهذا الصنيع الرخيص ستضرب الوحدة الوطنية التي تتّسم بها المملكة، ونسيت أو تغافلت عن كل الشواهد القوية والرسائل القوية التي ظل الشعب السعودي الأبي يرسلها إلى كل تلك الأبواق والدوائر المشبوهة أنه مع قيادته ظاهرًا وباطنًا، يذود عنها بكل مرتخص وغالٍ، فبادلته القيادة حبًّا بحب، ووعدًا بعطاء.
إننا على ثقة من أن قيادتنا الرشيدة بحكمتها التي عُرفت بها، وورثتها كابرًا عن كابر، قادرة على العبور ومعالجة الملفات الساخنة التي طرأت على الساحتين الداخلية والخارجية، طالما أن على قيادة هذا البلد الأبي ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان.. وحقّ لنا أن نعلنها بالصوت العالي، ونجددها في كل لحظة وساعة أننا مع قيادتنا، ندافع عنها بكل ما نملك، ونفديها بأرواحنا، ونذود عنها بدمائنا.
وكل عام ووطننا بخير.. وقيادتنا في منعة ونصرة وأمان الله.