محمد ربيع الغامدي

الأسماء التجارية

 في بلادنا قرابة خمسين كلية وقسما تختص باللغة العربية، وبين مثقفينا الكبار مئات المتخصصين في اللغة العربية نحوا وصرفا واشتغالا بها وعليها، وفي بلادنا مجمع يهتم باللغة العربية على غرار مجمع القاهرة ودمشق وبغداد وعمان وسواها من مجامع اللغة العربية، ورغم هذا فإن المعنيّ بالأسماء التجارية في وزارة التجارة والاستثمار لا يرى في كل ذلك بديلا عمليا عن موقع الباحث العربي. موقع الباحث العربي هو مشروع شخصي على الشبكة العنكبوتية وهذا ليس عيبا، ولكن المشاريع الشخصية مزاجية غالبا لا تتابع الجديد، واللغة لها جديدها ولها مصطلحاتها التي تتوالد يوميا وتنظر في أمرها مجامع اللغة العربية بين إقرار ورفض، ومن ذلك على سبيل المثال كلمة المذياع التي لا يشكك في عروبتها أحد رغم أنها غير معروفة لا عند الفيروز آبادي ولا عند الرازي ولا عند ابن منظور ولا الزبيدي ولا الخليل ولا الشيباني.

لا ألوم موقع الباحث العربي فهو أداة الباحثين في قواميس اللغة التقليدية ولكني ألوم المعنيَّ بالأسماء التجارية في وزارة التجارة التي تتصدى لمهمة الأسماء التجارية في عصرنا الحاضر، وفيها أسماء تعتمد على مصطلحات غير قاموسيه، ليست في قواميس الأولين لكنها مجازة على أيدي حرّاس العربية في زماننا هذا، ألوم ذلك المعنيّ بالأسماء التجارية لأنه يجلس القرفصاء أمام موقع شخصي غير مؤهل للفتوى في الأسماء التجارية المعاصرة، يجلس ويرغم ملايين التجار والمهنيين على الجلوس معه. ذلك الجلوس العجيب قد أرغم المستفيدين على القبول بأسماء لا تنتمي إليهم، يقبل ليستخرج السجل التجاري، ثم إذا استلم السجل كتب على المحل ما يريد، وهذا يفسر ظهور كثير من الأسماء غير اللائقة، وفيها ما يجرح الذوق العام مما أعف عن كتابته هنا وإن كنت لا أفهم حتى الآن كيف فات ذلك الاسم على فقهاء اللغة والتهذيب في الجهة المعنية بالأسماء التجارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى