أديب وطبيب مكي ، من الجيل الثاني لرواد الرواية في المملكة العربية السعودية .. تخرج من مدرسة تحضير البعثات ، ودرس الطب في مصر ، وتولى مناصب صحية عدة ، ثم تفرغ لطب الأسنان بعيادته الخاصة في جدة .. اجتذبته حرفة الأدب في وقت مبكر ، بدءاً بالصحافة ، ثم كتب القصة والرواية والمسرحية ، ظهرت في إصدارات عدة ، كما تم تحويل بعض أعماله إلى مسلسلات إذاعية وتلفزيونية ، لقيت رواجاً ونجاحاً كبيراً في الأوساط الشعبية والثقافية ، لما يميزها من روح واقعية مزج فيها الفصحي بالعامية ..
عرفته قبل أكثر من ثلاثة عقود ، وكنت أتردد عليه في عيادته بجده ، لا بدافع الإعجاب بأعماله الأدبية الإبداعية فحسب وإنما بما كان يتحلى به من أخلاق الكبار ، الذي كان عليه جيل الرواد .. وإدراكه لمسؤولية القلم في معالجته للموضوعات الاجتماعية والإنسانية ..
شرفني بتقديم مجموعتي القصصية الباشا الصغير ، فكان إثراءً لها ، وتتويجاً نقدياً لمضامينها ..
فقدناه – رحمه الله – يوم الثلاثاء 19/3/1440هـ، وفقدنا معه ما بقي من جيل كريم يتسامى إبداعاً وخلقاً ومكانة سامقة .. وبدافع الوفاء والولاء فإن دراسة آثاره الأدبية فرض عين لا فرض كفاية .. فوفاة هؤلاء لا تنهي الحكاية .. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان ، وبارك ببناته هالة ، هويدا ، هديل ، ريم ، ورنا ، وألهمهن الصبر والسلوان ..
عندما يكتب الكبار عن الكبار تتجلى عظمة الإنسان ووفاؤه في زمن أصبح فيه الوفاء عملة نادرة، بوركتم أستاذنا القدير تميم الحكيم، فأنتم قامة أدبية تتحدث عن قامة أدبية، وشكراً لكم على كلماتكم الطيبة عن عمّنا الأديب الطبيب الدكتور عصام خوقير رحمه الله.
دام يراعكم حفظكم المولى، ولا أراكم مكروهاً في عزيز لديكم.