بعد أحداث 11 سبتمبر كُنْتُ مبتعثًا إلى أمريكا في دورة ميدانية متخصصة، ولفت انتباهي تواجد لعدد لابأس به من الفتيان والفتيات الذين يتدربون على استخدام الأسلحة النارية والرماية بها.
وكعادتنا نحن العرب، ومن باب حب الاستطلاع وزيادة المعرفة بالشيء سألت أحد المدربين عن ماهية المتدربين؟ ومدى حاجتهم إلى التدريب؟ فأجابني مشكورًا: بأن شراء السلاح الناري الخفيف مرهون بالحصول على دورة تدريبية على الأسلحة الخفيفة٬ تشمل الفك والتركيب والصيانة والرماية، وتخضع للكثير من معايير التقييم.
قادني لِتِلْك الذكريات الجميلة ماشاهدته في معرض الصقور والصيد السعودي الذي أُقيم في العاصمة الرياض خلال الفترة من 4 ديسمبر الى 8 ديسمبر 2018، والذي من خلاله أصبح بمقدور المواطن السعودي شراء خمس قطع من الأسلحة الخفيفة مع 100 طلقة لكل سلاح، عبر إجراءات الكترونية مُبَسّطة، وكم كنت أتمنى أن يسبق هذه الخطوة الأمنية الرائدة خطوة أخرى أشد أهميةً وأكثر حاجةً، ألا وهي إنشاء النوادي لتدريب الرماية على الأسلحة الخفيفة تحت رقابة ومتابعة مقام وزارة الداخلية كما هو المتبع في كثير من دول العالم، يأتي ذلك في الوقت الذي أنشأت فيه الدولة -رعاها الله- الكثير من النوادي المتخصصة ضمن الرؤية 2030، منها على سبيل المثال لا الحصر نادي الإبل، ونادي الفروسية، ونادي الطيران السعودي.
ولو تحقق ما تمنيت فإنه من المفترض ربط الموافقة على شراء أي سلاح خفيف عبر بوابة (أبشر) بالحصول على شهادة تدريب على استخدامه من نوادي رماية متخصصة بذلك.
ويشمل التدريب على التعريف بالسلاح، وفكه، وتركيبه، وصيانته، والقواعد العامة للرماية، وطرق التسديد والتصويب، ثم الاحتياطات الأمنية اللازمة قبل وأثناء وبعد الرماية .
ولايحق للمتدرب الالتحاق بهذا النادي إلا بعد إجراء الكشف الطبي اللازم، والتأكد من سلامته من أي أمراض نفسية أو عضوية تحول دون استخدامه للسلاح.
وبذلك نطمئن على تحقيق جميع الأهداف المرجوة من السماح بحمل، واقتناء الأسلحة الخفيفة وسلامة كل من يتعامل معها أو يكون قريبًا منها.
أخيرًا: السلامة أولًا، والوقاية خير من العلاج ودمتم سالمين.
#عبدالله_بن_سالم_المالكي
مستشار أمني