أفعال راقية لأفكار سامية في وضح النهار إلى مغيب الشمس تتجاوز حدود الأرض ؛ لتصل لعنان السماء المبدأ في العلن متفق عليه، الأفكار متتطابقة، والهمم عالية، والحقيقة في الصدر خافية ..!! والمقاصد متناثرة، والصورة انعكاس لواقع جميل ولكن في النفس غير حقيقي !! ، على الرغم من كون الابتسامات تعلو المحيا في النور، وفي جنح الظلام تتبدل النظرات. وسبحان مغير الأحوال. فهناك في مكان قصي، وفي القريب أيضا لايكاد الثناء يتوقف حتى الملل بين اثنين أو حتى ثلاثة حتى تصل إلى جماعة قد تكون أجسادهم ملتصقة، وقلوبهم متباعدة ،والمديح يكاد يبتعد حتى يعود مرة أخرى إلى نفس الوجوه والأماكن. لو نطق المكان لقال : دعوني وشأني . نستغرب من خشونة مشاعر الحجارة، ولا نستغرب من مشاعر البشر المتناقضة .
تعاون إنساني من نور تراه في أعين صادقة، تعاون من وفاء تراه في وجوه عازمة، عشقوا الثرى الطاهرمنذ نعومةأجسادهم، ومنذ أول بدء حياتهم .. ولكن في الطرقات إجبار قبل الاختيار.. تتقابل معها أعين مزيفة، وفي فسيح الساحات تصادفها أعين خادعة تتمسك بأشكال الحقيقة، وتفشل في أول لحظات امتحان المصداقية . أقسموا بالله أن حب الأرض جمعهم، أقسموا بالله أن حب الخير دفعهم، وأنهم لايريدون حمدا ولاشكورا، وأنهم.. وأنهم.. وأنهم.. كذبوا أمام الله وأمام أعين الناس. سيجف القلم.. وألسنتهم لم تنتهي بعد من قراءة حروف قاموس الكذب، فالطريقة لديهم معتادة، والتجربة هنا وهناك مكررة . ونسوا أن عالم الغيب.. مطلع على قلوبهم.. نسوا الله فنسيهم. انكشفوا في أول الطريق، بئس هذه النفوس المتسلقة، بئس هذه الصور الكاذبة.
من الجميل جدا وأنت في بداية أول المشوار الحالم في مجتمعك المحب تتضح لك معالم الوجوه، وحقائق الكلمات. فلا يخدعك أبدا منتفع، ولا يضحك عليك مستغل. ولا يسخر منك متسلق. والحقيقة بطبيعة الحال ساطعة كسطوع الشمس في رابعة النهار.. وهي تنفث دائما كل السموم المؤذية المنبعثة من أصحابها.. وتبعدها بكل تأكيد عن أعمال المحبين. واالإنسان المحب للخير صادق في مشاعره، قوي في أحاسيسه . تجده يقف في مثل هذه المواقف الفاعلة باجتهاد وإخلاص. لاتعنيه صور عابرة، ولا ثناءات مؤقتة. وإنجازه يتحدث نيابة عن الكلمات الرنانة في مجمل الأحوال، والجمل المزركشة الفاتنة. وهو ماض إلى الأمام في تحقيق الأهداف، وبلوغ المرام حتى لو خذله أصحاب الظهور الطارئ في أشد الأوقات حاجة . وسلامة عقولكم.