يوجه المتقاعدون في كل عام معاناة جديدة، تجعل البعض منهم يندب حظه ويتمنى أن يعود به الزمن مجددًا فلا يكون موظفًا مخلصًا، حتى ينعم بحياة سعيدة بعد تقاعده، خاصة وأن المرتب الذي يتقاضاه بعد تقاعده يكون ثابتًا دون زيادة أمام زيادة الأسعار وغلاء المعيشة، وزيادة الأعباء والمسؤوليات.
وإن كانت الدولة قد ساهمت بتخفيف الوطأة، ومنحت زيادة قدرها خمسمائة ريال شهريًا كبدل غلاء معيشة، فإن هذا المبلغ غير مجدٍ في ظل ارتفاع الأسعار وتزايد مسؤوليات المتقاعدين الأسرية، وثبات راتب المتقاعد، على عكس زميله الذي لازال على رأس العمل فيمنح علاوة سنوية وبدل سكن ببعض القطاعات، إضافة لبدل المواصلات وغير ذلك من المميزات.
فالمتقاعدون خاصة من المنتسبين للأسر المتوسطة لا يستطيعون الوفاء بالتزاماتهم، وتكون الصدمة الكبرى في حال وفاة المتقاعد إذ يفاجأ ورثته بنقص راتبه التقاعدي، نتيجة لسقوط الأسماء للزواج أو البلوغ من “نوتة التقاعد” ليبقى من راتب الأب المتقاعد لا يسد رمق زوجة واحدة تسكن في بيت بالأجرة.
ورغم ما قيل ويقال عن وجود جمعية للمتقاعدين، فإننا لم نر لها عملًا ولم نسمع لها صوتًا سوى أثناء الانتخابات، فالمتقاعد المريض يتنقل من مركز صحي لآخر، ومن مستشفى لأخرى، بحثًا عن علاج قد لا يجده إلا بالمستشفى الخاص، ويزداد ألم المتقاعد حينما يرى أن لاعب كرة يتقاضى آلاف الريالات يحصل على تذكرة سفر مخفضة وخصومات خاصة بالفنادق والمطاعم وهو ـ أي المتقاعد ـ ملزم حتى بدفع الهللات !
إن ما يحتاجه المتقاعدون اليوم ليس منحهم غلاء معيشة تعادل نصف ما يتقاضاه زملاؤهم على رأس العمل، بل هم بحاجة إلى دراسة جادة لاحتياجاتهم المعيشية، وعلاوة سنوية لمرتباتهم لمواجهة صعوبات الحياة، ومنحهم مميزات الخصومات بكافة المنشآت والقطاعات الحكومية منها والأهلية، فنسبة كبيرة منه لا يتجاوز مرتبها التقاعدي 2500ريال، وهو مبلغ إذا نظر إليه رقمًا أو لمس يدًا فإنه لا يكاد يكفي لتأمين سكن أسرة.
فهل نقول للمتقاعد عليك بالتسول لتؤمن معيشتك ؟
إن نظام التقاعد في المملكة بحاجة إلى معالجة الكثير من سلبياته، وليت أعضاء مجلس الشورى يعكفون على دراسته، ويلمسون حجم المعاناة والألم التي تغص بها حناجر آلاف من المتقاعدين.
وكم نتمنى أن يتم إعفاء الموظفين المخلصين والجنود المتقاعدين من تسديد أقساط صندوق التنمية العقاري، وأن يجدوا رعاية صحية لهم تليق بسنهم، وناديا يقضون فيه أوقات فراغهم، لا أن يكونوا واقفين بالطوابير مستندين على عكاكيز متنقلين من عيادة لأخرى داخل المستشفيات متسولين العلاج، وجالسين في منازلهم دون حراك.
بارك الله فيك أستاذ أحمد أضف إلى ذلك تدهور حالتهم الصحية ولا يوجد تأمين صحي كان الله في عونهم