بصدور القرارات الملكية السامية مؤخرا؛ يتفاءل المواطنون بحدوث إنجازات مرجوة تصب في صالح الوطن الغالي عبر مختلف الوزارات، والهيئات الحكومية، فما المرجو حقيقة من جميع الوزراء الجدد وغيرهم إلا تنفيذ رغبات وطموحات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين؛ من أجل تحقيق تطلعات الشعب السعودي النبيل. ومن المأمول تحديدا في المجتمع التعليمي عقب تعيين معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ؛ إحداث نقلة حقيقية واقعية في تعليمنا المتأرجح منذ سنوات بعيدة فلم يحدث بأمانة تغير جوهري يذكر سوى بعض الاجتهادات من بعض إدارات التعليم وبالتالي من بعض المدارس النوعية فقط على الرغم من تقديم الدولة _ وفقها الله _ ميزانيات تعليمية ضخمة ولكن .. لعله خير إن شاء الله تعالى.
ولكي تتضح الصورة تماما ومن عمق الميدان التربوي والتعليمي يوجد وبكل شفافية العديد من المشاكل التعليمية .. وأولها التصريحات الإعلامية السابقة المستفزة ضد المعلمين. نعم يوجد منهم من يتصف بضعف الأداء الفني. وهنا يستوجب أن تضع لهم الوزارة البرامج التدريبية اللازمة للرفع من مستواهم، وإلا تحور وظائفهم بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية. بالإضافة إلى قلة البيئات التعليمية الجاذبة .. فالمدارس المتميزة في المباني ومن باب التفاؤل ليس إلا لاتتجاوز النصف، أيضا ضعف الصلاحيات الممنوحة لمكاتب التعليم، وبالتالي للمشرفين التربويين، ولقادة المدارس، وعدم إمكانية تدوير المعلمين الذين توقف عطاءهم بسبب مكوثهم الطويل جدا في مدارسهم. كما أن وسائل التقنية غير متوفرة بشكل كاف. مع عدم كفاءة شركات الصيانة، وضعف تفاعل شركة تطوير مع المدارس.
إن الرغبة في تطوير التعليم لدى الوزير الجديد بكل تأكيد تعد في مقدمة أولوياته، ولكن لن يتم هذا التغيير والتطوير إذا اتخذت القرارات التطويرية من المكاتب الإدارية العليا، وتم تجاهل الواقع الحقيقي في الميدان التعليمي. فالتمسك بالشكل الخارجي للمشاركات المدرسية، وترك العمق الدراسي داخل أسوار المدرسة يعد مشكلة حقيقية، فالمستوى لأبنائنا الطلاب مازال دون الطموح. وهذه كرة الاتهام مازالت تتقاذف حتى الآن بين الجامعات والمدارس. فالجامعات تشكو من ضعف المخرجات التعليمية، والمدارس ترد باختصار هذه بضاعتكم ردت إليكم.. ! فهل نرى في المستقبل القريب العاجل نهضة تعليمية قوية خاصة في ظل وجود رؤية المملكة 2030 ؟ هذا ما نرجوه يا معالي الوزير.
نسأل الله أن ينفع به ويكون عند مستوى مانتطلع له ..