فايز العرابي

مستشار الرياضة وأميرها

كانت رياضتنا بحاجة ماسة للتغيير، لاسيما أن مؤشرات مستوى إنجازاتها هبطت بحدّة حتى إنها أصبحت غير قادرة على حفظ “ماء وجه”، ذلك الإرث التاريخي الذي أبقاه لنا الأمير الراحل[فيصل بن فهد] -رحمه الله- والذي كان قد أسس بالتخطيط الصحيح قاعدة صلبة لانطلاقة رياضة كرة القدم إلى فضاء التربع على عرش السيادة الآسيوية والتأهل للمنافسة على البطولات العالمية.

ولأن رؤية المملكة 2030 تتطلب الارتقاء بالأداء الرياضي محليًا وعالميًا، وتستهدف نقل الرياضة من المنافسة الترفيهية إلى مرحلة الصناعة والاستثمار بتفعيل الشراكات متنوعة لخلق بيئة رياضية منتجة وجاذبة.

فجاء تعيين [تركي آل الشيخ] كرئيس للهيئة العامة للرياضة لتطوير الرياضة في كل مجالاتها  والعمل على تقدمها. وفي ظل الدعم اللامحدود من قيادتنا الغالية استطاع (الرجل) أن يسهم في توسيع مساحة الفكر الرياضي؛ لتكوين ثقافة رياضية جديدة تقبل التغيير والتطوير الذي يدعم متطلبات مرحلة التحول..فعمل بهمّة وشجاعة واندفاع لكسر (روتين ) البيروقراطية وهيكلة إدارات وأقسام الرياضة، واستعادة الحقوق، وترميم وإصلاح الأندية الرياضية بقرارات جريئة متسارعة أحدثت نشاطًا رياضيًا مطردًا مما خلق جوًّا مشحونًا بالحراك الرياضي ومزدحمًا بالفعاليات المحلية والعالمية ..وواكب ذلك تفاعلٌ شعبي كبير بتشكيلات مجتمعية مختلفة تدفعها عواطف متذبذبة بين السلب والإيجاب، ومتراوحة بين القبول والرفض..لكن معالي المستشار وقف بصمود أمام كل الجبهات وكل التحديات، وصبر على كل التجاذبات والتناقضات مع أنها أحدثت ضجة في مجال رياضة كرة القدم بدءًا بالمستوى الرخو الذي ظهر بها منتخبنا الوطني في (روسيا)؛ مرورًا بحادثة الحكم السعودي وتعيين رؤساء الأندية، وتسيير الإعلام الرياضي والتشكيك في العدالة فيما بين الأندية ..إلى غير ذلك مما جعل (أبا ناصر) يقف في دوائر الاتهام علمًا أنه في كل مناسبة يطلق شعارات العدالة التي تنبئ عن حرصه على أن تكون (الموس على كل الرؤوس)، وأن مرحلته قائمة على التوازن، وتغليب المصلحة الوطنية على ما سواها من مصالح أخرى.

 

وجاءت ضمن حزمة الأوامر الملكية الكريمة التي صدرت مؤخرًا إعفاء: تركي آل الشيخ من منصب رئاسة الهيئة العامة للرياضة وهو راضٍ عمّا تحقق إبان توليه المنصب، لكنه لم يحقق كل ما كان يطمح إليه من دوري قوي يحصد ترتيبات متقدمة على مستوى العالم ..ولم يجنِ نتائج مخرجات المدارس الرياضية؛ لأنه لايزال في بداية استثمار وتأهيل المواهب لدعم المنتخب لحصد الألقاب في البطولات العالمية القادمة للوصول إلى مرحلة تحويل المملكة إلى وجهة رياضية وبيئة جاذبة لدعم السياحة.

ولا يخلو العمل الجاد المرتكز على التغيير المؤثر من الأخطاء خاصة في مجالات الرياضة..وكأي مسؤول لم يسلم معالي المستشار من النقد القاسي فاصطدمت بعض قراراته وتوجهاته بعدم الرضا. فكان هدر المال، وتسليم رئاسة الأندية لغير أهلها، ومحاربة الحكم السعودي وخفض نسبة سعودة الأندية، والتخطيط الضعيف ومركزية القرار، وتسيير الإعلام الرياضي، ومحابات بعض الأندية، من الانتقادات التي يعتقد بعض متابعي الرياضة أنها نقاط ضعف سلبية تزامنت مع نقاط القوة التي أدار بها الهيئة الرياضية .. 

فترجّل البطل عن صهوة جواد الرياضة؛ ليترك الإرث الرياضي بكل تداعياته ومنجزاته لأمير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الذي مُنح الثقة الملكية الكريمة بتعيينه رئيسًا لهيئة الرياضة؛ ليواصل مسيرة رياضة أعظم وطن، ويتربع (أبو ناصر) على عرش (الترفيه) بأمر ملكي كريم ..ليشمر عن سواعد العطاء لخدمة وطنه ومليكه من موقع آخر، ونحن نبارك لهما الثقة الملكية الكريمة ونسأل الله لهما التوفيق والسداد.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button