المتأمل في ميزانية الخير التي وافق عليها مجلس الوزراء مؤخرًا برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) يدرك مدى الدعم الكبير الذي تحظى به كل وزارة ومصلحة حكومية.
مليارات تضخها الدولة -رعاها الله- من موازنة كل عام لصالح تلك الجهات، وعلى هذا فإن التساؤل التالي يطرح نفسه:
إلى متى تظل تلك الجهات معتمدة بشكل رئيس على ماتخصصه لها الميزانية سنويًا؟!
لماذا لاتعمل على إنشاء صناديق استثمارية وبناء مشاريع وأوقاف، وإطلاق برامج نوعية كمدرات مالية تمكنها بمرور الوقت من الاعتماد على نفسها بشكل نسبي يرتفع تدريجيًا حتى تعتمد من خلال إرادتها الذاتية بشكل كامل، وتكون بذلك مكتفية عن الدعم الحكومي ليحوّل ما كان مخصصًا لها كل عام إلى مصارف أخرى.
ولا أظن أن هناك جهة لايمكنها تحقيق ذلك.
ويمكن للهيئة العامة للاستثمار أن تقوم بهذا الدور أو تنشئ هيئة تختص بصناعة الأذرع الاستثمارية لكل جهة ومتابعتها، وليس الأمر بالمستحيل، فالتجارب الأجنبية خير دليل.