المقالات

كذب المنجمون ولو صدقوا !!

الصحفي المتجول

حدث وبالتحديد قبل ثلاثة عقود من الزمان أن سيطرت حالة من الذعر والخوف على سكان الكرة الأرضية وإنتظر الجميع مصيرهم المحتوم وذلك بسبب تصريحات صحفية  أطلقتها إحدى العرافات (الدجالات) توقعت فيها بحدوث كوارث وشيكة ستضرب معظم دول العالم  وستقضي على ملايين البشر دفعة واحدة– وتوقعت هذه العرافة الشهيرة أن تشمل تلك الكوارث المتوقعة زلازل مدمرة وتسونامي وفيضانات عارمة وسيولاً غير مسبوقة وأعاصير وسقوط نيازك ضخمة من الفضاء تمحو مدناً بأكملها وتزيلها عن الخريطة إلخ هذه(الخرابيط) والمزاعم والتي عادة ما يطلق عليها زوراً وبهتاناً مسمى التنبؤات … ولكن مضت السنوات بل عشرات السنين ولم يحدث أي شيء من توقعات سعادة العرافة المبجلة – بل ماتت هي ولم يقع أي شيء مما توقعته وأخافت  البشر به!..

ومن المؤلم أن بعضنا يصدق مثل هذه الخرافات ويؤمن بها بعد أن يلجأ إلى هؤلاء الدجالين من أجل ما يسميه بقراءة الحظ (البخت) ويطير فرحاً بما يزفه إليه الدجال من بشائر خير وبركة وهو يعلم أن مافعله ما هو سوى قمة الشرك بالله لأن علم  المستقبل هو بأمر الله سبحانه وتعالى ولايعلمه البشر مهما كانوا من دراية وذكاء…والقصص والروايات في هذا الشأن كثيرة وغريبة ..ومن أبرز هذه (التخاريف) إن أحد العرافيين العرب قد تنبأ بمقتل الديكتاتور بشار الأسد قبل عامين وبالعكس من هذا التوقع فما زال الأسد متمسكاً بكرسي الزعامة ومضت أكثر من ثمان سنوات ولم يقتل والذين ماتوا هم الشعب السوري الضحية كما توفى العراف نفسه الذي تنبأ بموت الأسد ..وعرافة آخر توقع  بحدوث إنفراجة سياسية في علاقات دولتين عربيتين ولم تمض على توقعاته هذه سوي بضعة أشهر حتى توترت العلاقات بين هاتين الدولتين ليتطور الخلاف بينهما ويصل إلى نزاع مسلح !!..

 أما على الصعيد الفردي المتعلق بهذه التخاريف فالروايات كثيرة في هذا المجال ومنها قصة لجوء رجل أعمال سعودي إلى عرافة شهير يقيم في بلد عربي فزف إليه ذلك الدجال بشرى سارة بأنه سوف يحقق أرباحاً كبرى ونجاحاً غير مسبوق في مشروعاته وبمجرد عودة رجل الأعمال إلى البلاد تم القبض عليه وإيداعه السجن بعد أن تورط في ديون كبيرة قبل إعلان إفلاسه.. ولاننسى أيضاً قصة ذلك الشاب الذي أخبرته عرافة عربية مشهورة بأنه سوف يتم ترقيته في العمل وسيصبح مسئولاً ليفاجأ بعد عدة أيام بفصله من العمل ..فهل نتعظ من مغبة هذه الخرافات والخزعبلات ونمتنع عن اللجوء إلى السحرة والعرافين الذين يدعون علم الغيب ويشركون بالله ..وأن ندرك بأن مانفعله ما هو سوي شرك بالله عز وجل ..والأمر الأخطر هو قيام بعض الصحف والمجلات العربية بتبني أفكار هؤلاء العرافين وتنشر ما يطلق عليه بتنبؤاتهم وتوقعاتهم وهو ما يشير إلى أن القائمين على وسائل الإعلام هذه يؤمنون بالدجل والتخاريف والعياذ بالله وكان المفروض تحذير الجميع من كذب عصابات الدجل .كذلك مازالت وكالات الأنباء العالمية وحتى الآن تنشر أخباراً وتوقعاتً كارثية مفجعة صادرة عن علماء فلك تحولوا بدورهم إلى عرافين وتؤكد هذه الأنباء بقرب نهاية العالم وسقوط أحجار ضخمة من الفضاء يزعمون أنها سوف تقضي على الزرع والضرع وتخلف وراءها الملايين من القتلى ودماراً واسعاً إلخ.. ولم تحدث أي شيء من هذه (الخرابيط) سوى ما تحدثه من مخاوف لدى المتلقي والعياذ بالله ..

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button