المقالات

نحو رؤية سياحية أفضل 2030

ساءني جدًا شكوى صديق مقرب لي من دولة الكويت الشقيقة، زارني منذ عدة أيام في رحلة سياحية لمملكتنا الحبيبة !!
 
 
 
حيث أشاد بالتطور الملموس من عدة نواحي، ولكنه ركز على الناحية السياحية بحكم تواجده بالتجربة.
 
تعرض لموقف محرج جدًا من وجهة نظري الشخصية وموقف مستهجن من وجهة نظره أقرب إلى الدهشة والتعجب، ولكن مر الأمر بسلام !!
 
 
يقول :- في ساعة متأخرة من الليل، وبعد انتهاء يومه السياحي المتخم توجه هو وأسرته إلى أشهر مطعم مملوك لعلامة تجارية أمريكية للوجبات السريعة على الصعيد العالمي، ويعمل حتى الساعة الرابعة فجرًا !!
 
لينعم بوجبة عشاء له ولأسرته المحترمة الجائعة وقتها، وعندما أراد أن يسدد قيمة مشترياته فوجئ بأنه لا يملك حينها عملة من فئة الريال السعودي !!
 
فقرر وبكل طمأنينة أن يدفع بعملة وطنه الدينار الكويتي بكل فخر وشموخ !!
 
ولكن تفاجئ بضحك موظف خدمة -الدرايف ثرو – الطلب عن طريق النافذة للمركبة المتحركة في وجهه !! متعجبًا وقائلًا له ماهذه العملة ؟!
 
 
فأجابه عملة وطني دولة الكويت !!
 
فطلب منه الانتظار، وذهب الموظف وأحضر مديره – هندي الجنسية- وبكل خيبة وعدم مهنية شرح المدير لضيفنا العزيز عدم قبول عملته، ولا يقبل سوى العملة الوطنية السعودية فقط !!
 
 
وشرح ضيفنا العزيز وضعه الراهن بعدم وجود لديه عملة سعودية حاليًا، وأنها فرغت منه، وقرر بناء على ذلك المدير بتصرف أكثر إحراجًا لضيفنا أن يأخذ طلباته مجانًا، ويمكنه أن يعود لاحقًا للسداد وكأنه – متسول – مجازًا وليس سائحًا محترمًا له حقوقه كاملة وتقديره !!
 
فقرر ضيفنا العزيز أن يسدد عن طريق بطاقة الصراف الخاصة ببنكه الكويتي والمعتمدة لدى مؤسسة النقد العربي السعودي خليجيًا ودوليًا.
 
 
بعد ما بلغني من ضيفي وبكل أسى وأسف توجهت شخصيًا لفرع بنك شهير وطني، وأردت أن أصرف عملة خليجية مقابل الريال السعودي فوجئت برفض البنك تغيير العملة وأشار علي بتوجهي لأي مراكز صرافة !!
 
 
من وجهة نظري لدي عدة أسئلة أوجهها لعدة هيئات حكومية منها :-
 
 
لماذا لا يتم التنسيق الفوري والعاجل بين مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السياحة، ووزارة التجارة بالتفتيش الدوري والدائم والرقابي، والزيارات المفاجئة والسرية؛ لتفقد الخدمات من منظور سياحي ؟؟
 
 
هل هذه الهيئات على وعي تام ببدء طور مرحلتي التحول الوطني 2020 والرؤية الوطنية 2030 أم لديهم مفهوم خاطئ وخاص بانتظار حلولها الحولي الزمني ؟؟
 
 
هل هذه الهيئات على وعي بشكل كافٍ وتام بأهمية السائح الوطني والمقيم والأجنبي ؟؟
 
 
شعور لا يوصف من الفخر المؤرق بالأنفة والعزة والطمأنينة، عندما تكون خارج دولتك، وتمد يدك بكل سلام مبرزًا عملة وطنك، وبكل ذهول تفاجئ برفضها وأنت بالغربة !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى