المقالات

تأرجح بين لونين

كم مرة حدقت في السماء ورأيت السحاب يتشكّل، وكل منه يأخذ شكلًا مختلفًا عن الآخر؟
كم مرة خرجت في نزهة في الهواء الطلق، وشعرت برغبة في التحديق طويلًا في الشمس ؟
كم مرة نظرنا لتلك الجوامد لنأنس بشيء قليل من الإلهام وخرجنا صفرًا ؟
مصطلحات كثيرة، تعاريف تُستنبط من هذه الكلمة وتؤول كيفما نشاء..
المُثير والدارج بين الكثير إذا أردت أن تتأمل عليك إطالة النظر في الشيء، وكيفما اتفق، وهكذا ستأتيك فكرة وسيولد في كفك الإلهام وهنا حصدت شيئًا جديدًا..

إن اتبعنا هذا الطريق وأخفقنا في الخروج بفكرة وباستحضار الإلهام، عدنا لذواتنا وقلنا إن الخطأ في كيفية تأملنا التي لم تكن بالطريقة الصحيحة، نعيد المحاولة بعد الأخرى والفشل الذريع يتكرر، هل وقفنا مرة وقلنا إن التعريف الشامل للتأمل ليس بهذا القول الدارج المتعارف عليه عند الأغلبية ؟

لستُ ممن يؤسس تعاريفًا جديدة، ولا يكتشف نظريات عظيمة، لكني أرى أن السبيل للتأمل أو التعريف الصائب لذاك المصطلح، هو إعمال الفكر وطرح العديد من الأسئلة لتجلب لك أكبر قدر من الأفكار، لتضخ لك عملية إلهام واسعة، علمًا أن الإلهام لا يولد ولا يخلق نتيجة للتأمل فحسب بل لأشياء كثيرة، اعمل فكرك طويلًا لتزداد مداركك في توسعها، فالتأمل ليس ضربًا من الخيال وإنما نتيجة تشكيل معرفة عن أمرٍ اتضحت لك عوامله، لتسبر أغواره وتحيط به من كافة الجهات، وكأنك تعيد النظر لمكعب ثلاثي الأبعاد، تتنازل عن الرؤية من الخارج لتدخل في عمق ذلك الشيء منصتًا لحركة الوجود العميقة لتلك الصورة أو لذلك السحاب، فحينما تصل لتلك المرحلة في التأمل ستتوغل في نفس ذلك المشهد، وذلك الشيء حتى تظن أنك جُزءٌ لا يتجزأ منه، فتشعر بالألفة معه رغم أنكما بعيدين تمامًا لتتجانسا.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button