المتابع لخدمات وبرامج الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال السنوات القلائل الماضية، وتحديدًا منذ أن تولى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس يلحظ حدوث نقلات كبرى في خدمات الرئاسة وبرامجها، اعتمدت على الخروج من الأسلوب التقليدي الذي اعتدنا إليه إلى اُسلوب أكثر حداثة ومرونة وتوافقًا مع متطلبات العصر.
وإن كانت الأمثلة عن التحول في برامج الرئاسة كثيرة ومتعددة؛ فإن من أبرزها برنامج زيارة مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، إذ كانت الزيارات حتى وقت قريب مغلقة ومقتصرة على الوفود الرسمية دون سواها.
في حين أصبحنا نرى اليوم أن المجال مفتوح أمام المواطنين، والمقيمين، والمعتمرين، والحجاج لزيارة المجمع والاطلاع على عملية صناعة الكسوة.
كما لوحظ التوسع في خدمات مكتبة الحرم المكي الشريف، خاصة عقب انتقال المكتبة لمبناها الجديد ببطحاء قريش.
وشكل تجاوب الرئاسة، وعلى رأسها فضيلة الشبخ السديس مع ما تتناوله وسائل الإعلام من طروحات سواء حملت أفكارًا تطويرية لخدمات الرئاسة، أو نقدًا لهذه الخدمات فرصة للإعلاميين لنقل مالديهم من طروحات.
وبين طرح هنا وآخر هناك، نجد أن الكثير من قاصدي البيت الحرام سواء من المعتمرين أوالحجاج من داخل المملكة وخارجها ممن يتعذر عليهم ترك أبناؤهم في مقار سكنهم يصطحبون أطفالهم معهم للمسجد الحرام، فيشكل هذا الاصطحاب مشكلة لهم وللمصلين والطائفين.
ويبقى الأمل في تبني الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي توفير مبنى خاص يحتضن هؤلاء الأطفال؛ حتى يتمكن والديهم من أداء عمرتهما أو صلاتهما بيسر وسهولة بعيدًا عن القلق من ضياعهم وسط الزحام، أوإزعاجهم للمصلين أثناء الصلاة.
ويمكن للرئاسة أن تضع اشتراطاتها، وأن تحدد رسومًا رمزية لهذه الخدمة، فالهدف راحة المعتمرين والمصلين والقضاء على الإزعاج الذي قد يسببه تواجد الأطفال بالمسجد الحرام خاصة أثناء الصلاة.