المقالات

كلمات أم لكمات ؟!!

تعرفون ما معنى التفاؤل؟!  .. (التفاؤل إن الواحد يشوف وجوه مثلكم) .. هكذا استهلّ معالي وزير التعليم، حمد آل الشيخ لقاءه مع طلاب إحدى المدارس باليوم الأول من بداية الفصل الثاني للسنة الدراسية؛ متحليًا بروح التفاؤل والإيجابية اللذين لهما القدرة على تطوير الذات، وزرع روح الأمل بالنفوس.

ضرب بذلك مثلًا رائعًا لتأثير الكلمة والتحفيز على نفوس طالبي العلم  بترديده كلامًا طيبًا يريح النفس، ويحرك الهمة، إنها رسالة للمعلمين والمعلمات عن كيفية التعامل مع الطلاب والطالبات بتحفيزهم، وتشجيعهم، وإدخال السرور عليهم؛ مما ينعكس على نفسيتهم بالراحة والسعادة، ويوقظ بقلوبهم  الحماس، وحب العلم، والرغبة بالتعلّم.

منذ سنوات ونحن نستمع لبعض القصص يذكرها أصحابها عن كلمة قالها لهم شخص منذ سنين طويلة؛ أثرت بهم سلبًا فكانت لهم كشبح زرع بهم الخوف والإحباط واليأس، أو كان التأثير إيجابيًا ومحفزًا، وكانت الكلمة الطيبة التشجيعية بمثابة طائر تحد يحلق بهم لأعلى الدرجات.

أتذكرون التجربة التي أجراها بعض العلماء عن تأثير الكلمات على الماء .. حينما وضعوا وعائين بكل منهما ماء وتم ترديد كلمات طيبة على الوعاء الأول، وكلمات سلبية على الوعاء الثاني، ثم تم وضع قطرة ماء من كل منهما تحت المجهر فكان جمال ذرات الماء وتكوين الأشكال الهندسية البديعة نتاج توجيه الكلمات الإيجابية، بينما قطرة الماء التي وجهت لها كلمات سلبية تعاني القبح والتشوه.

هذا وقع الكلمات على الماء؛ فماذا عن تأثيرها الواقع على النفس البشرية ؟!!

لطالما وجدنا من يردد أن مدرس الفصل أخبره أنه حينما يكبر لن يصبح طبيبًا أو عالمًا أو ذو شأن كما يريد لأنه أمر مستحيل.. صدقها الطالب وقتها واقتنع بها إلى أن أصبحت حقيقة، وهي بالأصل وهم؛ تمت تغذيته إلى أن كبر وتضخم وأثر تأثيرًا سلبيًا محبطًا على هذا الطالب، وغيره الكثير ممن كان للكلمة تأثير قوي بحياتهم.

أرجوكم اختاروا كلماتكم بعناية فائقة قبل التفوه بها،  لندرك أن الكلمات يمكنها صنع فارق جذري، إيجابي أو سلبي في حياة الأفراد؛ فلا تجعلوها تترك جروحًا غائرة كأثر جروح السكين؛ فالسكين يجرح الجسد؛ لكن الكلمات الجارحة تجرح النفس؛ ولتجعلوا ألسنتكم تنتج عسلًا حلوًا.. لا سمًا زعافًا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button