لا يخلو أي مجتمع من مشكلات يكون الأطفال والنساء أبرز ضحاياها؛ ولذلك عظم الإسلام حقوق الفئات الضعيفة في المجتمع.
كما شُكلت هيئات ولجان دولية وأهلية لتقديم الرعاية وحق اللجوء إليها، وتحظى بعض الطلبات بهالة إعلامية مضخمة لأسباب قد لاتظهر حتى لطالب اللجوء لنفسه! والمهم عندنا معرفة ما الذي يدفع الضحية للهرب من أسرتها ومجتمعها، ثم طلب اللجوء إلى دول أجنبية؟، لم ترها من قبل، وتجهل لغتها، وثقافاتها، فضلاً عن عدم إحاطتها بتعقيدات وتشابك العلاقات بين الدول!؛ ويمكن الإجابة عن هذا التساؤل من خلال ثلاثة أبعاد مهمة، تتمثل في البعد الأسري والبعد الرسمي، والبعد السياسي.
أسريًا قد تعاني بعض الفتيات من قسوة أسرية، واجتماعية نتاج ترسبات فكرية مورثة استعصت على الحل الذي جاء به الإسلام “استوصوا بالنساء خيرا” و”خيركم خيركم لأهله”، كما أن القوامة والولاية فهمت بطريقة خاطئة أثمرت تطبيقًا تعسفيًا، وهي بالأساس إنما شرعت لخدمة المرأة ورعايتها.
رهف مجرد اسم ومجرد رقم من مشكلة اكبر وأعمق، البعض حاول التعاطي مع هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة بسطحية، والتقليل من أهميتها باعتبارها مشكلة فردية لمراهقة مع أهلها، وهي في الواقع قمة جبل الجليد الظاهرة لنا في حين أن جذور المشكلة اكبر وأعظم.
وعلى الجانب الرسمي تم إصدار نظام الحماية من العنف والإيذاء الصادر عام ٢٠١٣ يتكون من ٢٥ مادة، وهو نظام قوي شمل على مواد خاصة بمرحلة التبليغ وألزم جميع العاملين الذين اطلعوا على حالة عنف بالتبليغ عنها وتوفير قنوات متعددة للتبليغ، ما نحتاجه في نظري، ليس مزيدًا من القوانين، بل “بناء وتأسيس وعي مجتمعي عميق” تسخر له كل أدوات الفعل الإقناعي في عملية تحول شاملة نحو الإيمان العميق بأنهن شقائق الرجال، فالقوانين .. تحل “الحالات” الشاذة، لكنها لا تغير الثقافة المأزومة، وهذا ما عبرت عنه رهف في المؤتمر الصحفي.. “أن السعوديات كلهم مقموعات إلا من يتمتعن بأبوين متفهمين”.
وأما البعد الثالث وهو الأخطر في هذه القضية، وربما الجانب المغيب، ألا هو الكيد السياسي، الذي تمارسه عدد من الدول مع المملكة العربية السعودية، لأسباب كثيرة، فأصبحت هذه الدول تبحث وتختلق لوكربي سعودية، لابتزاز الوطن سياسيًا واقتصاديًا، وهو ما يؤكده الواقع؛ ففي مارس2017ألقت الشرطة الكندية القبض على يمنيات حاولن الدخول إلى كندا كلاجئات عبر الحدود مع أمريكا وعاملتهن أسوأ معاملة، كما عبرت عنه إحداهن – ندى علي- وبالأمس تهبط الإنسانية بكامل تجلياتها والرحمة بكامل معانيها على كندا التي تكلف وزيرة خارجيتها في استقبال رهف ومنحها حق اللجوء!!
إذن المسألة ليست إنسانية كما تسعى كندا وغيرها لتصويرها؛ بل سياسية .. ولو كانت إنسانية لاستقبلها وزير شؤون اللاجئين مثلاً أو من يقوم مقامه!! وهنا يكمن الفرق بين ندى ورهف؟! الفرق أن إحداهن فرت من جحيم الحوثي فغابت عنها الإنسانية المزعومة، والأخرى هربت من خلاف عائلي لكنها تمثل صيدا ثمينا فجنسيتها سعودية، وبلدها مستهدف، وربما تم تجنيدها مسبقًا دون شعور منها، وإغوائها ببريق الحياة الغربية الزائف، لتحقيق مآرب سياسية.
لذا أتمنى أن تعالج هذه الحالة، وما سيتبعها من حالات بطريقة غير تقليدية سواء على الصعيد الرسمي أو الإعلامي، وهو ماسأتناوله في المقال القادم.
كل مانسمعه ونشاهده من مثل هذه المشاكل الاجتماعيه التى تمس سمعه الدين والوطن والاسره السبب الرئيسي ورائها التهاون والتفريط بالامور الشرعيه من الجميع ودعات التغريب وحريه المراءه والمذعنيين للملأت والأجندات الخارجيه خاصه .