عبدالله غريب

قرّان وجائزة أدبي مكة

مساء استثنائي وحضور متميز متوقع، أعد له العدة نادي مكة الأدبي الثقافي بحسب رئيسه الدكتور حامد الربيعي للاحتفال بجائزة النادي للشعر هذا العام التي تنافس عليها نخبة من الشعراء المعروفين وحاز الدكتور الشاعر أحمد قران الزهراني على إجماع المحكمين الذين حكموا دواوينه الثلاثة التي تقدم بها وبالتالي سيكون هذا المساء علامة فارقة لعدة أسباب منها أن النادي يضع بصمة في مجال نشاطاته الأدبية والثقافية ويحتفي بالرموز من خلال مناشطه العامة وفي هذه المسابقة بالذات والأمر الآخر أن الفائز يتمتع بسمعة متميزة في مجال الشعر الفصيح وعلاقات واسعة بين المثقفين ليس على مستوى الغربية ومستوى المملكة فحسب ولكن على نطاق عربي واسع تشهد له مساهماته الإبداعية ومشاركاته في المحافل العربية وإسهاماته في نشر مظلة التوافق الثقافي بين الدول العربية بما يخدم الرؤية( 2030) التي تسير عليها المملكة في هذا العهد الزاهر عهد التوسع في العلاقات الدولية ومحاولة المملكة في بسط خطاب السلام والمحبة والاستفادة من الإمكانات السعودية والتمكن من هذا المشروع الثقافي الذي ظهرت طلائعه في أنحاء المملكة من خلال ما تقوم به الجهات ذات العلاقة من تأكيد انخراط المملكة في منظومة العالم المتطور والمتقدم الذي يأخذ بأسباب الحياة والحاضر المعاش .

طبعا عندما أتحدث عن الصديق – التي ترتقي صداقته لأعلى مراتبها – الدكتور أحمد قران فشهادتي فيه ليست مجروحة لأنها مستحقة فهو إبن القرية ( بني هريرة ) التي تتدثر ببياض القبيلة ( بيضان ) وبياض الضباب وبياض قلوب ساكنيها وهو جزء من ذلك النسيج الإجتماعي الذي نعتز به كثيرا فمنهم الطبيب والأكاديمي والمهندس ورجل الأعمال والمسؤول وجميعهم ساهموا في حركة التنمية الشاملة في بلادنا الغالية واعتبر الدكتور أحمد واسطة هذا العقد من الرجال الذين شقوا طريقهم نحو الحياة الكريمة بصعوبة حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه فمن هذه القرية وعلى مستوى الشعر الشعبي الجنوبي يصنف الشاعر عبد الله البيضاني في طليعة الشعراء على مستوى الجنوب وفي مجال الشعر الفصيح يتم تكريم شاعرنا أبا جهاد الفائز بهذه الجائزة ولا ننسى شعراء آخرين برزوا في الفصيح ومن بينهم الشاعر الدكتور عادل خميس ، و الشاعر عبد العزيز بخيت، إبن خال قرّان والشاعر الروائي علي المنكوتة والشاعر محمد منسي .

الدكتور أحمد قران لازال يعيش في جلباب القرية أصالة وكرما ومحبة للناس بالرغم من أنه المدني الذي يعيش المدنية بكل ما تحمل من انفتاح على الآخر وهو بهذه الصفات يمتلك أسلوبا فريدا قل أن تجد من يحافظ على كينونة الحياة بين القرية والمدينة في ظل المسخ الذي يعيشه البعض من جيل اليوم الذي ما أن يخرج من القرية للمدينة حتى يتنصل من العادات التي تعيشها القرية والتقاليد ويتحول إلى متمرد لا يعتز بموروث الآباء وتراث الأجداد فيما كان ولم يزل الشاعر أحمد يوائم بين القرية وبين المدينة وبالذات جدة التي عاش فيها معظم سنّي عمره إلى جانب أخيه النائب جمعان قران وأبنائه الذين تأثروا بوالدهم فحملوا نفس جينات الأخلاق والأدب واحترام الآخرين وهذا مشهود لهم فنعم الأب ونعم الأبناء ونعم الأم التي قامت على تربيتهم حتى أصبح أبناؤها أحمد وجمعان ممن يشار لهم بالبنان في تعليمهم وفي مواقع أعمالهم وعلاقاتهم الاجتماعية الداخلية والخارجية .

بقي أن نقدم من خلال هذا المنبر الاعلامي عظيم الشكر لنادي مكة الأدبي والثقافي رئيسا أعضاء الذين قدموا لنا الدعوة لحضور هذه الفعالية المميزة كما هي عادتهم في كل النشاطات ونبارك للدكتور أحمد هذه الجائزة التي ستكون بالتأكيد علامة فارقة في سجل حياته الشعرية الناصعة بجميل القصائد التي ضمتها دواوينه التي ترجم بعضها للغات عالمية وحصل بدراستها باحثون على درجات علمية داخل الوطن وخارجه متمنين له مزيد التوفيق والله من وراء القصد .

انعطافة قلم :

الدكتورالناقد عبد العزيز المقالح قال عن ديوان الشاعر أحمد قران بالحرف الواحد :
إن القصائد توفر لها ملمحا استثنائيا في استخدام اللغة بالإضافة للتعامل مع جوهر القضايا والأشياء مما يجعل الزهراني – ويقصد الشاعر أحمد – من أبرز شعراء الموجة الجديدة في قصيدة التفعيلة ، وكتب عن شعره نقاد آخرون بالإشادة والتحليل فجاء هذا الفوز تتويجا لتجربته الشعرية بلا منازع .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button