البنت المكيٌة… السّماوية..!

أشعُر دوماً بأنني سماويّة، أنتمي إلى السماء، وليس لي علاقةٌ بالأرض أو بأهلها بشيء، نعم أعترف بأنني من ماءٍ وتُراب، وأنني خُلقتُّ ضعيفة، لكن المولى نفّخ فيّ منِ رُوحه، ولعل هذا الذي يجعَلُني أحيّا مطمئنة.
أنتمي دوماً للسماء، نعم أنتمي لها. فلا أستطيعُ الخلود إلى النوم وفي قلبي مثقال ذرةٍ من خصامٍ أو زعلٍ أو كِبر، أخلدُ إلى النومِ بقلبٍ سليم.
أنتمي إلى السماء، وأسال الله دوماً بأن أحيّا بقلبٍ يُشبه المُزن، أو الدِيّم، أو كروديّنٍ ظلل سيد البشر صلّ الله عليه وسلم إلى غار حراء
أنتمي إلى السماء، وأدعو الله عزّ وجّل بأن أحيّا بقلبٍ يشبّه قلب جدي محمد بن عبدالرحمن معلم القرآن، داعيةً الله عزّوجّل دوماً بأن يرزقه أعالي الجنّان، وأنَ يبشره بروحٍ وريحان، وربٍ راضٍ غير غضبان، وأن يرزقه من يد سيد الثقلين- سيد الإنس والجان- شربةً هنيئة لا يظمأ بعدها أبداً، وأن يجعل ملتقانا باب الريان، وأن يرزقني بحفظه الفرقان شفاعة ولد عدنان، عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام
أنتمي إلى السماء، بالرغم من أن الرحيم الرحمن خلقني كوردة، خلقني “داليّا”، أصليّ في الارض وفرعيّ في السماء، لا أحيّا بعيداً عن الماء والتراب، ولكنني لا أحيّا أيضاً بدون سماء، سماءٍ رحبة يسيرها المولى عزوجل فأنا لا أخاف ولديّ مولى وحفيظ.
أنتمي إلى السماء، وأحب البقاع إليّ أحبها إلى ربِّ السماء، أُحبُّ البلد الأمين‫ حُبًّا جَمًّا، أُحبُّ مكة المحمية، وأشعر بأنها مِني وأنَّا منها فالله خلقَني مكيّة، أُحبُّها وأُحب أهلها بل أُقدسها وأحيّا لأجلها، وأدعو الله بأن يجّعل آخر منازليِ بعد عُمرٍ أخدمُ فيه الإنسانية ما حييّت جنةُ المعلا، فعنها قال الرسول صل الله عليه وسلم: ” نِعم المقبرة هذه” ‬
‫اللهُّم طِّيب المُقام وحسن الختام، واجعلني يارب أحيّا سماويه وأعود لك سماويه، وإنّي لك وإني إليك لراجعةٌ، تائبةٌ ودوماً حامدة. ‬