أول من أطلق صفة السلطة الرابعة، على الصحافة هو الإنجليزي أدمونديورك عندما اتّجه إلى مقاعد الصحفيين في مجلس العموم البريطاني، وهو يقول: (أنتم السلطة الرابعة)، وأطلق البعض عليها لقب (صاحبة الجلالة).
مركزها الرابع بعد السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية ليس بسيطًا أو هامشيًا في حياة الدول، فعندما تحظى الصحافة بمساحة عالية من الحرية، ويمنح الصحفيون وكتّاب الرأي قدرًا كبيرًا من الحرية في كتابة النقد والتشخيص، وإعداد التقارير الصحفية التي تشخص الواقع تكون سلطة الصحافة أكثر قوة، وأكثر تأثيرًا في مجريات الحياة بتشعباتها المتعددة.
وكلما قُلصت تلك الحرية، كلما قلّت سلطة الصحافة وأصبحت صحافة نقل أخبار لا أقل والأكثر، وجودها لايحرك ساكنًا وغيابها لايفتقد.
تذكرت هذه المعلومات عندما نوقشت كاتبة حول مقال لها، وهددت بإقامة دعوى عليها في المحاكم نظير كتابة رأيها في موضوع اجتماعي، هذا التهديد لمحاولة إسكات كُتاب الرأي يجب أن لا يلتفت له الكُتاب؛ لأن الكاتب غير المؤثر في الآخرين وأدائهم يجب عليه أن يصمت، لأن تخاذل الكُتاب أمام تهديد الآخرين يقلل من قدر صاحبة الجلالة، ويقلص سلطتها في تصحيح بعض الأمور.
شريطة أن يكون الكاتب صادقًا في كتاباته، متحريًا للحقائق، منتقيًا للمصادر الموثوقة بعيدًا عن التحيز وشخصنة المواضيع، عادلًا في أقواله.
وعلى أن تقوم وسائل الإعلام بالوقوف في صف جنودها من كتاب ومذيعين ومحررين، فهم سر قوتها ونجاحها واستمرارها بعد توفيق الله ودعم ولاة الأمر حفظهم الله، ولأننا نعيش في وطن “لله الحمد” يحكم الشرع الحنيف، فيجب أن لايكون هناك مايشغل تفكير الصحفيين كثيرًا ولم يرضخوا لأي محاولة إسكاتهم من ضحايا الصحافة.
تربوي متقاعد