المقالات

التوازن النفسي في حياتنا ؟

في معترك الحياة العامة، تعصف بالإنسان أمور شتى، قد تؤثر عليه في سلوكه ومسيرته. فمنهم من ينهار عند تعرضه للضغوط النفسية والمواقف الصعبة، فيحتار في أمرها وينهزم أمامها، ويعيش حياة بائسة مليئة بالخوف، والقلق، والتوتر، وانعدام الثقة في النفس، وفي الآخرين. ويظل مأزومًا مهزومًا أمام نفسه وأمام الآخرين، مما يكون لها انعكاسات سلبية في العلاقات والتعاملات وعقبة أمام النجاحات، لكونه يعيش حالة من الإحباط والتشاؤم الدائم ..التي تقوده إلى عالم الغربة النفسية والاضطراب السلوكي؛ حيث لا يحس بالجمال ولا يشعر بالسعادة ويفقد الثقة في نفسه وفيمن حوله، وذلك بسبب عدم معرفته بأسس الثبات والتوازن النفسي الاجتماعي..والذي يظل من المتطلبات الهامة لكل إنسان، لما لها من أهمية كبيرة في حياة الأفراد الاجتماعية.

فالتوازن النفسي يمثل سلوك الفرد السليم حتى ينسجم مع غيره، ويصل بالفرد إلى تقبل نفسه وتقبل الآخرين. فكل فرد بحكم تكوينه يسعى للوصول لحالة التوازن في الحياة بمختلف جوانبها، ويعتمد كثيرًا على تقدير الذات بكل مقوماتها من إمكانات، وقدرات، وملكات وتقدير المشكلات التي تصادفه، والاستفادة من رصيد الخبرات في مواجهة الأزمات.
حيث يتشكل التوازن النفسي في الأساس من خلال التربية الأسرية الصحيحة، وفي خضم الحياة يتحقق أولًا بقوة الصلة بالله تعالى، وعمق الإيمان الذي يشيع في القلب الطمأنينة، وفي النفس الثبات، وفي العقل الاتزان، والتي تقي الفرد من عوامل القلق، والخوف، والاضطراب، والانهزام الداخلي.
كما يتحقق باكتساب فضيلة الصبر عند الشدائد، والمرونة في مواجهة الواقع بكل احتمالاته، والبعد كل البعد عن القلق والتوتر، مع تعلم التفاؤل وعدم اليأس، وأيضًا توافق الفرد مع ذاته..بالتحكم والسيطرة على النزعات والغرائز ويقظة الضمير، والتوافق كذلك مع الآخرين من خلال التعاون والتسامح والتصالح. وزيادة على ذلك التفاؤل، وعدم التشاؤم، والتخلص من الحقد والحسد بما يحقق مزيدًا من الراحة النفسية.

وهناك عدة عوامل محددة تساعد للوصول إلى حالة التوازن النفسي منها:
الاهتمام بالصحة البدنية، ويتصل بها التغذية الصحية، وممارسة الرياضة، وأخذ القسط الكافي من الراحة والنوم، وأيضًا الاستقرار الأسري وتجنب المشكلات العائلية واحتوائها حال ظهورها بحكمة وهدوء، والاستقرار الوظيفي، وإقامة علاقات مهنية وإنسانية مشبعة في محيط العمل، وتجنب الضغوط النفسية بالابتعاد عن الصراعات والنزاعات، والتحكم في الإنفاق المالي بما يتوازى مع الدخل والبعد عن المظاهر، واكتساب مهارة حل المشكلات، والحرص على الترويح الشخصي والعائلي، وتقوية العلاقات الاجتماعية والإنسانية لأثرها الإيجابي على النواحي الشخصية، والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين في معالجة المواقف والأزمات.
ولا شك أن التوازن في حياة الفرد يصل به إلى الاستمتاع بجمال الحياة الذي يحقق السعادة والراحة والهدوء، وكذلك الثقة والإحساس بالمسؤولية، وضبط الانفعالات، واستثمار الإمكانيات، والقدرات، والبعد عن الغربة النفسية، وتقدير الحياة بكثير من الأمل وحسن التعايش. وله دور هام في نجاح الفرد في جميع مجالات الدراسة والعمل والعلاقات، بما يمكنه من تحقيق الإنجازات.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button