كنت أقرأ اليوم شيئًا في علم اجتماع الجسد لبروتون. والاقتباسات التي أخذها عن بيير بورديو وميشيل فوكو. والموضوع برمته طريف، لكنه مبحث متنامٍ أي الاهتمام بالجسد كموضوع اجتماعي.
الأطروحات الأخيرة وهي كثيرة تجادل بأن الجسد هوية، وليس مجرد لحم ودم؛ فالجسد إضافة إلى وظائفه الفسيولوحية أصبح إداة وواجهة اجتماعية نستخدمها؛ للتواصل مع الآخرين لكي يفهمونا، ولكي نعكس من خلالها مكنوناتنا دون أن نتكلم. هو وسيلة يستخدمها الفاعل للإفصاح عن هويته بصور متعددة تغني عن الكلام والسلوك المعتاد والدارج. ومن أجل ذلك؛ فإننا نوظف مجموعة من التقنيات الجسدية لتوصيل ما نود قوله والتعبير عنه؛ سواء كان ذلك بحركة الجسد والإيماءات، أو الوشم المرسوم على أجزائه، أو طريقة تصفيف الشعر، أو الماكياج، أو الملابس والروائح العطرية، وفكرة التواصل عن طريق الشم.
وأخيرًا، وليس آخرًا عمليات التجميل ووظيفتها في إضفاء بعدًا جديدًا، بل ومؤثرًا للهوية في عملية التفاعل الاجتماعي.
وأجادل بهذا الخصوص أن انتشار عيادات التجميل والهوس بالظهور بأبهى صورة هو نتيجة حتمية لعنف رمزي خفي تمارسه وباستمرار وسائل الإعلام التي تبرز الفتيات ممشوقات القد؛ بحيث تشعر بقية النساء بالأسى والحسرة؛ لأنهن لا يمتلكن أجسادًا كأجساد الفنانات والمذيعات. ومن هنا يأتي العنف الرمزي كصنيعة رأسمالية؛ فالهدف منه تحريك رأس المال، وزيادة الاستهلاك، وخلق وظائف ومهن وسلع جديدة ترتبط بالتجميل، إضافة إلى تنشيط سوق الجمال والتجميل، والوسيلة في نهاية المطاف هي هذا الجسد الذي نتدثر به.
الهوس بنحت الجسد والتعديل فيه يرجع ايضا إلى نقص الثقه بالنفس وأحيانا أخرى محاوله من المرأة للفت نظر الرجل وإعجابه بها متناسبه الأخطار الصحيه المترتبه على ذلك
لفتة جميلة تستحق التأمل ولكني أرى أن الجسد في تكوينه الأصلي ليس له هويات متعددة بل هوية واحدة هي الهوية البشرية ولكن يمكن أن يستخدم للتعبير عن هوية ما يفتعلها الشخص. تحيتي لك د.خالد ومزيداً من المواضيع المحفزة على التأمل.
المقال رائع ويصور هوس بعض النساء بعمليات التجميل