لم تعد مناسباتنا حاتمية كما كنا نسميها في زمن الطيبين، بل تحولت إلى سباقات ماراثونية؛ لتقديم الأفضل، والأجمل، والأكمل مهما بلغت التكاليف !!!
وقد يضطر المُضِيف إلى الاستدانة لحفظ ماء وجهه أمام بقية المنافسين والمهايطين، وأصبح من الضروري بمكان السؤال عن مناسبة فلان وعلان حتى يُقدم ما هو أفضل منهم بغض النظر عن رغبة الضيف أو ظروفه الصحية أو برامجه العملية !!!
وتحولنا من مرحلة إكرام الضيف تقديرًا واحترامًا إلى استغلال مناسبته للدعاية والإعلان عن إمكاناتنا المادية والبشرية التي ستظهر واضحة جلية خلال تلك المناسبة.
ورغم أن أغلب المظاهر مفتعل ومصطنع ولا يخلو من التكلف، فقد أسرفنا في مراسم الاستقبال، وأفسدنا فرحة اللقاء، وأصبح التزاور همًا وغمًا بعد أن كان فرحًا وسرورًا.
زاد الطين بلة ماينشره المقربون من هواة الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها عن المناسبة وأحداثها وما دار خلف كواليسها، حامدين شاكرين الدور الكبير الذي قام به المضيف الكريم تجاه ضيفه العزيز، متناسين أن ذلك ربما يصيب المضيف بالعين والحسد وشتى الأمراض في نفسه وذريته وماله وحلاله، كما أنه مدعاة للتنافس غير المحمود بين أفراد المجتمع؛ لتقديم مالم يصل إليه الآخرون رغم أن المبذرين كانوا إخوان الشياطين !!!.
زِدْ على ذلك مايتناوله الحضور بعد المناسبة من المبالغة في الشكر والتقدير لصاحب المناسبة لقاء ماقام به من حفاوة وتكريم لضيوفه المبجلين.
ما أحوجنا إلى العودة إلى زمن الطيبين الذي يتسم بالبساطة، والبشاشة، والترحيب، والتكريم دون إسراف أو تبذير.
أصبت الحقيقة كعادتك سعادة اللواء.
بارك الله فيك ونفع بمقالاتك.
فقد أصبحت المناسبات مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي لنقلها والتباهي بها بقصد أو بغير قصد وتناسينا ما تسببه من أضرار على أفراد المجتمع وخاصة تلك الفئة الغالية والتي لا تمتلك قوت يومها فتصاب بالحزن بسبب ما يرونه أو يسمعون عنه
تحياتي لك والقراء الأفاضل