مع الاستثمارات والطفرة، يبدو أنك نسيتِ الثوار والثورة، ونسيتِ الساحات (والخبرة)، نسيتِ العيش والملح بينك وبين من ثاروا من الشباب على تعدد أطيافهم وميولاتهم.
لم تعودي تذكرين أحدًا ممن سالت دماؤهم أو أزهقت أرواحهم، وهم يرددون بعدك أهازيج التحرر، وشعارات الفوضى.
من كتب لهم البقاء من مبتوري الأيدي أو المقعدين على الكراسي المتحركة أو المنسيين ممن لاذاكر لهم ولا زائر. كلهم ينتظرون أن تذكريهم في المحافل الدولية، أو حتى تتفوهين بمعاناتهم عند من تقابليهم من الساسة والزعماء، وأوصياء الشعوب المنكوبة المغلوبة على أمرها.
مازال الثوار المنهكة قواهم، والمعطلة معيشتهم يأملون منك أن تقدمين واجب الشكر لمن وقف معهم ومع الشعب المنكوب مواسيًا وداعمًا لقضيته من أشقائه الأوفياء، وعلى رأسهم مملكة الخير والعطاء بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهم الله-.
ذهبت للنعيق تبحثين عن ربيع آخر، بينما ضحايا ديموقراطيتك في وطنك المكلوم يبحثون عن ربيعك الماطر، وينشدون أفياءه المورقة دون جدوى. فهل بالإمكان أن تبحثي لهم عن وطنًا آخر بلا ربيع يقتاتون منه !! بشرط ألا تبيعينهم مرة أخرى.