عوضه الدوسي

نادي الباحة الأدبي (المشروع الكبير)

يختط النادي الأدبي بالباحة طريقا أخر مختلفا ومغايرا حيث فتحت ابواب النادي لكل نشاط ثقافي وفني, فلم يكتفِ النادي بالأمسيات الشعرية كما هو معهود عن الاندية الادبية , بل يسعى جاهداً لان يستقطب ويحتوي كل المستويات الثقافية والفنية مع توسيع دائرة الحلقات لتطال نواحي مختلفة كبرامج الدورات التي تهتم بتطوير الذات ببرامجها المتعددة , وذلك ايماناً من القائمين على النادي بأهمية تطوير الذات ومن ثم اكتشاف المواهب واستغلال طاقاتهم الثقافية والمعرفية بفنونها المختلفة والاستفادة منها في جال الوطن والى جانب ما ينعكس على الفرد كهدف منشود من قدرات ومهارات ومؤهلات تجعله في مصاف الحكمة والرشد ويستحق ان يوصف بالواعي المدرك.
إن اقامة الدورات التي من شانها تحفز المتلقي بزيادة مستوى وعيه الثقافي وكذا حضوره الفاعل في كل الاروقة هو دليل قاطع على اقامة مشروع كبير يمضي بثبات نحو التحول للوصول الى الرؤية الوطنية2030 فاذا كان التقديم وفن الالقاء وصناعة جهورية الصوت مع ثقة بالغة هي من يعزز المفاهيم العليا للرسالة الوطنية كون الخطاب الوطني اسمى من غيره وهذا لاشك يفتقده الكثير من الناس مالم يكن هناك جهات تتبناه من خلال دورات تدريبة ومدربين , لان التمرس على تقنيات مختلفة تكسب المتدرب مهارات إدهاشيه يتحقق من ورائها النفع المتعدي للمجتمع وخصوصاً اذا ما استهدفت المؤسسات الحكومية والاهلية او ما يعرف بالقطاع العام والخاص وجانب المتطوعين للوطن, فان ذلك من شانه رفع مستوى الاداء والانتاجية في آن مع وعي تام بالمتواليات الوطنية والامنية وغيرها , وهكذا يكون النادي الادبي قد احرز قصب السبق وازاح الستار عن شركاء النجاح وزيادة للمنافسين في الرواق الثقافي والمعرفي ليضعهم ضمن دائرة الضوء الامر الذي سوف ينعكس على المجتمع وعلى جهات رسمية واهلية , وهكذا سوف يتحقق من وراءه نوعية وتفرد لحياة الاشخاص والبروز في كل ملمح ثقافي وفني كلٌ حسب ميوله ورغباته الى جانب ما لديه من مواهب كامنة لم تكتشف لاسيما في مدينة حالمة موحية كالباحة فان عوامل الطبيعة الخلابة البكر والمداليل الجمالية وملامح الموروث المتناثرة كاللآلئ على جنبات وسفوح الجبال مدعاة لمنزع فني وفكري وحس يختلف عن غيرة ما يعني السهولة في الاكتشاف او حتى في استنبات الموهبة الجديدة , فاذا ما استمر هذا العطاء ستتوسع دائرة المعرفة والثقافة بفنونهما المختلفة تباعاً كدوائر تتسع باتساع الوطن ومؤسساته المتخلفة كجذب مستألف نحو دوائر المعارف والثقافة والفنون.

الجدير بالذكر انني زرت النادي الادبي الاسبوع الماضي وعلى هامش مهرجان القصة القصيرة الذي تزامن مع يومها العالمي حيث دفع النادي ثلة من المبدعين الجدد في باكورة اعمالهم القصصية بالتزامن مع عمل الرواد , املا في ان يفتح لهم افاق ارحب نحو عمل ثقافي ادبي رائع ومميز في قابل الايام , وقد سررت كثيرا لهذ التوجه الحضاري والثقافي الى مرتبة تجاوزت الرضى كون ذلك سوف يزرع في نفوسهم الثقة من جهة ويكتشف الابداع من جهة أخرى اذا لا يخفى على الجميع أن نفوس المبتدئين غالباً ما تكون مسكونة بالقلق والخوف والتردد أو يجهل الشخص مبدعاً أخر في جوفه , ولاشك أن الجميع قد أبدع في تلك الليلة وكان للسرد حضوره الفاعل كامتداد لثقافة المكان وتجلياته بعد أن حولت اللغة مجاله الفيزيائي الى مجال نفسي وخيالي متألق وبمشاعر مختلطة بين الحنين والانين , وسيظل النادي منارة فكرية وثقافية يضيء بفتائل من نور واحسبه هدية غالية للجميع واعضاءه اللذين كرسوا كل الجهود يعملون كدأب النمل هم في الحقيقة جند للوطن يعملون في جال الثقافة وسخروا انفسهم لذلك ويستحقون منا كل الشكر والتقدير.

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button