الصحفي المتجول
لو أجريت دراسة أو بحث عن ظاهرة مواقع المشاهير في مجتمعنا؛ لخلصت إلى ضرورة حذف معظمها حيث لافائدة ولا جدوى منها سوي نشر الفوضى والشائعات و(العك في الفاضي والمليان)، وضرب هذا بذاك أو أنها تركز على شخصية صاحبها بغرض الشهرة واقتحام عالم الأضواء بسرعة.. فانتشار هذا الكم الهائل مما نطلق عليهم بمشاهير ما يسمى (السوشال ميديا)، والذين تتزايد أعدادهم بشكل غير مسبوق كل يوم حتى أصبح عددهم يقدر بالملايين لدينا فقط؛ بحيث يوجد مقابل كل مواطن عشرات من هؤلاء يقدمون الغث والثمين، وهي ظاهرة غير طبيعية تستحق الدراسة والتأمل – وتسببت في خلط الأوراق، ونشر غسيل مجتمعنا وإرباك المجتمع بعد أن أصبحت جميع الوجوه مشهورة، ولم نعد نفرق بين المشهور والمتعوس ومتصنع الشهرة، ومن الطريف في الأمر أن طريق الشهرة بهذا الأسلوب أصبح متاحًا للجميع بما في ذلك الجزار والدلال(الشريطي)، والسباك، وعامل البناء البسيط إلخ..
ومن المؤسف أن معظم متابعي مشاهير السوشال ميديا يخلطون بين هؤلاء وبين الإعلامي الحقيقي فيطلقون عليهم ظلمًا وبهتانًا مسمى إعلامي، والفارق هنا كبير بين الإعلامي الذي ينتمي إلى وسيلة إعلام رسمية، وبين هؤلاء المشاهير الذين لاينتسبون إلى جهة رسمية– ويركزون في إطروحاتهم وصورهم على النكات والقفز والرقص أحيانًا، وينافسون الأخ جحا في نكاته المعروفة وبرغم ذلك، فلقد تمكن هؤلاء المشاهير من سحب البساط من أسفل وسائل الإعلام الرسمية؛ وخصوصًا في مسألة الإعلانات التجارية – علمًا بأن بعض هؤلاء المشاهير وليس الكل بالطبع قد أسهموا في نشر الفوضى والشائعات والبلبلة بين أفراد المجتمع وضياع الوقت فيما لايفيد. ونافست مواقعهم البقالات التجارية في مجال الإعلانات؛ حيث أخذ المعلنون يفضلون نشر إعلاناتهم مقابل مبالغ زهيدة فيها اعتقادًا منهم أنها ستلقى رواجًا كبيرًا من لدن معجبي فئة المشاهير!!..
وحبذا لو قامت الجهات المختصة مثل وزارتي الداخلية والإعلام بضبط وتقنين ظاهرة مواقع المشاهير الآخذة في الانتشار بسرعة تفوق سرعة الصوت، وقامت بحظر معظمها، ومن الاقتراحات أيضًا إلزامهم بالحصول على تصاريح رسمية من هذه الجهات أسوة بوسائل الإعلام؛ وبخاصة المواقع الجيدة فقط مثل التي تبث التوعية والمعلومة المفيدة مع مراقبتها بدقة ..وكذا معاقبة أي موقع يتبع لهذه الفئة من المشاهير يبث الشائعات و(الكلام الفارغ)، وأن يتم تحديد مستوي العقوبات التي سوف تفرض عليهم من غرامات وسجن فهذا أفضل للحد من انتشار ظاهرة مواقع المشاهير أو(المخابيص) التي سببت معظمها خراب البيوت ونشر النعرات الطائفية والعنصرية والقبلية!..