طالبت عضو مجلس الشورى نورة بنت فيصل الشعبان، خلال مداخلتها في جلسة المجلس التي عُقِدت قبل أيام بـــ “أهمية إيجاد شراكة بين الوكالة ـ وكالة الأنباء السعودية ـ وهيئة الصحفيين في مجال تطوير العمل الصحفي في المملكة ووضع آليات واستراتيجية في ذلك تعزز الطاقات السعودية، كما تنظم عمل العاملين في المجال الصحفي، وتبعد الدخلاء على العمل الإعلامي، ضمن ترخيص مهنة، أسوةً ببقية المهن لحماية هذا الوسط من غير العارفين ومن يسيء للعمل الإعلامي والوطن”.
وأمام كلمة (وتبعد الدخلاء على العمل الإعلامي)، أتوقف متأملًا سبب ورود هذه الجملة، أهي نتيجة لعدم توفر ضوابط قوية خلال الفترة الماضية، أوجدت مثل هؤلاء الدخلاء ؟
أم أن التسهيلات الممنوحة لإصدار الصحف الإليكترونية، وشراء مواقع إليكترونية، أبرز للساحة الإعلامية رؤساء تحرير لا يعرفون في الصحافة سوى ما يجنونه من مال لقاء نشر خبر لهذا أو صورة لذاك ؟
أم هي الصحافة التي أفرزت لنا مستشارون إعلاميون، لا يعرفون إن كانت جريدة أم القرى تصدر أم توقفت عن الصدور ؟
فكيف نريد أن يكون إعلامنا قويًا، وبين من يتولون رئاسة التحرير من يجهلون أسس الصحافة ؟
وأين الصحفي المثقف الذي نبحث عنه ؟
المؤسف أننا أصبحنا نرى نواب رؤساء تحرير، ومدراء تحرير، لا يعرفون إن كانت محافظة جدة ميناء بحريًا أو مصيفًا، معتقدين أن ارتفاع عدد الزوار لمحافظة جدة صيفًا، يعني أنها تصبح مصيفًا !
إن ما طالبت به الأستاذة نورة الشعبان، يجب أن يتحول إلى واقع عملي، خاصة وأن يدعون الصحافة، بعد أن قبضوا جعلوا من تاجر الخردة خبير بترول، ودلال العقار خبير أقمار صناعية !
فهل سنرى قريبًا ضوابط تحكم أعمال الصحفيين، بدءًا من الصحافة الورقية، مرورًا بالإليكترونية، والإصدارات الخاصة بالمؤسسات والقطاعات الأهلية ؟
أم سيبقى الوضع على ما هو عليه، لنجد مع مرور الأيام إعلامنا وقد دخله من يجعل الدعاء غزلًا، والغزل دعاء.
وعلينا أن ندرك بأن الصحفي النقاد الذي يعتبره البعض عدوًا لهم، لأنهم يوضح أن كلمة “منذ” تكتب دون “واو “، وأن “البقر” لا تكتب بــ”البقار”؛ لأن “البقار”، لا يأكلون السمك.