لست أول من كتب عن هذه الفئة من البشر ولن أكون الأخير فهم كثيرون ومتنوعو الأدوار والأطواريتنامون في المجتمع ولا ينامون عن استفزاز من يوجهون سهام كرههم وغيضهم وسموم حقدهم البغيض لمن كانوا في يوم من الأيام يقدمون لهم بعض الخدمات الخاصة على أطباق من ذهب دون تعب ولا عناء كالذي يتلقاه غيرهم ممن ليس لهم حظوة عند من تربطهم به علاقة قرابة أو صداقة أو أي صلات اجتماعية ولاشك أن هؤلاء المتسلقون على أكتاف المصالح الشخصية سرعان ما يتساقطون في وحل العلاقات المزيفة إذ يتغيرون بتغير مكان أو تقاعد ذلك المسؤول وعندها تتضح أن علاقاتهم كانت مرتبطة بالكرسي لا بالشخص نفسه وأن علاقاتهم بالوظيفة لا بصاحب الوظيفة وكثير ما هم وقد تكون العلاقة تبادلية بين فئتين كلاهما على رأس العمل فتجد التعامل إما بالمقايضة من الطرفين بميزان امسك لي واقطع لك والعكس صحيح أو من طرف واحد يفرض خدماته من خلال هرمه الوظيفي الذي يتحدث فيه بلسان غيره ممن هو تحت إمرته مستغلا بهذا تحقيق مصالحه الشخصية وتكوين شخصيته الهشة على حساب ذلك الأقوى وقد يكونون من الأقارب والجيران أكثر من البعيدين وهؤلاء الفئة لديهم علاقات متلونة ممزوجة بالحسد والانتقاص بين وقتين الأول أثناء العمل والثاني بعد الخروج من العمل أو حتى النقل لموقع آخر قد لا يرون من خلاله استمرار استدرار مصالحهم الشخصية إلم يبدأوا في تشريح ذلك المسؤول ورميه بالتقصيرفي حقوقهم لمجرد تأخره في خدمة ما تجدهم يتناسون كل ما قدم ولا يتغاضون عما قصر فيه ولا يلتمسون له العذر بقدر ما يعتبرونه إنسان لا خير فيه ويستدلون بموقف سلبي أمام عشرات المواقف الإيجابية التي كان يقدمها ولذا لابد أن تروض نفسك أيها الفطن لمثل هذه المواقف لهؤلاء المتهافتين التافهين ولا تغتر بهم كثيرا وحاول أن تتعود ردات أفعالهم تجاهك بعد أن حققت لهم مصالح وإن كانت ضمن النظام وكان عيبك الوحيد أنك قدمتهم على غيرهم في التقدير بحكم القربى أو بحكم المكانة أو بأسوأ الأحكام أنهم مدحوك في وجهك وأثنوا عليك كثيرا وكنت ضحية مصداقيتك أمام دجلهم وبضاعتهم الرديئة في السلوكيات التي يتعاملون بها مع كل من لهم في طرفه مصلحة شخصية بل بعضهم يصطنع المواقف ويظهر لك أنه وأنه فإن جاءت سمينة وإيجابية نسبها إلى نفسه وإن جاءت عكس ذلك جيرها لغيره ولن يتورع في شتمك بما ليس فيك في غيابك عندما يسمع باسمك ويلتمس لنفسه عذرا في ذلك مستدلا بمواقف إما كاذبة مسبقة الصنعسلبا أو مواقف مثيلة مرتبطة بمصلحة شخصية قد يراها بسيطة من وجهة نظرهإما جهلا منه أو تبعا لهواه وممارساته المعتادة .لدي مثالان أحدهما مدني والثاني عسكري في قطاعين متكاملين وهما يشكلن تجارب ثرة في أسلوب التعامل مع من عنيتهم بمقالتي إذ يشكوان من الأسلوب الذي واجههم به المجتمع وبالذات مجتمع الأقارب ومجتمع القرية الذي كان عندما كانا على رأس العمل ممن يشار لهما بالبنان في العلاقات التفاعلية بالتواصل في الصباح والمساء وفي المناسبات طوال العام إذ لا يكتفي هؤلاء المتلونون بالاتصال بل ويؤكدون محبتهم وعلاقتهم بهما بالحضور وإقامة المناسبات على شرفهما والدعوات لمناسباتهم العامة وقد يؤخرون الواجب أمام نافلة التزلف لمن يقضي حوائجهم خارج اسوار الروتين الذي يقبع تحت مظلته غيرهم حتى وإن كان من النظام في شيء إلا أنهملم يحمدوا عقبى تلك المساعدةوذلك التقدير الذي يصب في دوائر العلاقات الإنسانية التي تنظر لمثل هذه الأمور بميزان العدالة الاجتماعية أكثر من العدالة الوظيفية .
النموذجان اللذان أباحا لي باسرار ما وجداه بعد التقاعد من تجاهل المجتمع سواء ممن كان يعمل ويعملون معه أو المجتمع القريب من الأقارب والجيران والمعارف والأصدقاء الذين اتضحت في هذه الظروف بأنهم كانوا أصدقاء كراسي وأصدقاء مصالح شخصية تضاءلت كل علاقاتهم بهما وانطفأ بريق تلك المكانة التي كانا يحظيان بها في المناسبات والاجتماعات والأعياد وحتى في المسجد الذي كان يجمعهما بالمصلين ‘ذ كان لكل منهما مكان خاص في الصفوف الأولى وإذا بهم يضيقون عليهما المكان ويحتلانه غيرهما وكأن المجتمع يعلن الحرب عليهما بطريقة ساخرة سمجة مما جعلهما ينفران من المجتمع ويبحثا عن مجتمعات أخرى يجدان فيهما ملاذا من تصحر القلوب وضحالة العقول وتضخم النكران لجميل ما كانا يظنان وهما على رأس العمل أنه كرت الدخول لقلوب المجتمع إلا أن الأيام والأحداث كشفت أن بعض أفراد المجتمع يلبسون أقنعة ملونة للتعامل بها مع كل من يكون مسؤولا في يوم من الأيام وبيده خدمة الناس في مجالات العمل .
نبضة قلم :
أصحاب العلاقات الملونة هم انتهازيون بامتياز إذ يغلبون المصالح الشخصية على العامة ويظهرون المودة والمحبة وباطنهم يتقيأ زعاف الكره والحقد وسرعان ما تكشفهم الظروف فيفشلون عند أول تجربة تبين معادنهم الصدئة بالحسد والغيرة ونكران الجميل… فيا أمان الخائفين !!!