المقالات

أخلاقيات الميول

الميول الرياضية وتحديدًا الكروية منها من المفترض أن تكون بابًا من أبواب المتعة والترفيه وقضاء الوقت، وأيضًا من أبواب التشجيع على ممارسة الرياضة، والتنافس عليها. 

الشريحة العظمى لأصحاب الميول الكروية هم مجرد مشاهدين  (في الأصل) ليسوا ممن مارس الكرة وليسوا على الأغلب من ممارسي الرياضة عمومًا، وبدلًا من أن تكون الرياضة عاملًا أساسيًا من عوامل المساندة الصحية تحولت إلى عنصر مفسد للصحة جالبٍ للمرض والكدر، فاتحٍ لأبواب الشقاق والفراق والضغينة، ومهما حاول المشجع العادي أن يظهر أن الأمور مجرد (طقطقة) كما يزعم إلا أن النفوس تُشحن وينتابها الكثير من موجات الغضب، ليس حرصًا على الفريق الذي يشجعه ويهواه، بل لأن المنافسة خرجت من مستطيل اللعب إلى شاشات الجوال ومواقع التواصل، عوضًا عن أن المشجع المتعصب لديه الاستعداد الحقيقي لأن يمارس كل أنواع الرذيلة اللفظية والشتام والتخوين والقذف لمجرد أن فريقه قد تعثر، متناسيًا أن اللاعبين الذين يذود عنهم حتى بانتهاك كل الأخلاقيات قد قبضوا ثمن لعبهم بمبالغ لو أفنى حياته في تشجيعهم لما حصل على عُشرها، لينبري في استخدام عبارات الانتقاص والازدراء وألقاب السخرية المنبوذة التي حرمها الدين بالنص القرآني الواضح، وليس بمجرد اجتهاد أو فتوى، دون اعتبار لمكانة الشخص الذي تُوجّه له مثل هذه العبارات، وهذه الألقاب الدخيلة على مجتمعنا ودون مراعاة لمقامه أو مركزه أو سنه أو حتى درجة قرابته. 

إلى أين سنمضي يا إخوة وإلى أي منزلق نحن نهوي وفِي أي جرف سنسقط ؟ 

أفيقوا قبل أن تُقطع حبائل المودة وتُشنق أعناق الصلة، فيكفينا من هذا الهراء أننا بتنا نتبع أراذل الناس وسفائهم لنقلدهم في غيهم، ليصبح من كان في مقام المتبوع تابعًا وليكون النبيل وضيعًا. 

٩٠ دقيقة في مضمار اللعب يجب ألا تفسد حياتنا، وألا تعكر صفونا. 

ليست ثقافة دخيلة، بل هي سخافة تم حشوها في أجوافنا لنكون كالأبواق الناعقة، يتسيد الموقف فيها إعلام ابتعد عن المصداقية والأخلاق الحميدة، ورجال انتفت عن نفوسهم المروءة والنخوة دون أن يقف العقلاء منا موقف السد المنيع عن قيمنا ومبادئنا وقبل كل ذلك عن ديننا، حتى أضحينا نبجل الكافر، ونبغض المسلم، وننساق خلف كل ساقط. 

استمتعوا بممارسة الرياضة التي تزينها الأخلاق، قدموا التهنئة للمتفوق والتشجيع لمن لم يحالفه الحظ. 

رياضة بلا أخلاق كمن يشرب الماء الأجاج ليرتوي، ومتابعة بلا ممارسة كمن يصلي دون طهارة. 

أسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوالكم

Related Articles

2 Comments

  1. مقال رائع جدا.. للأسف ماعدنا نفرق بين ما يطرح بين الأصحاب وفي الاستراحات وبين مايكتب في الصحف ويقال عبر الشاشات..
    تحية للكاتب?

  2. لا فض فوك .. اسمحوا لي اضافة بعض السخافات المتناقلة بين بعض الجماهير ( الأمة الهلالية و الأمة الأهلاوية …… إلخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button