الصحفي المتجول
أحسن سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل صنعًا بحرصه على الحفاظ لما تبقى من لغتنا العربية الجميلة قبل ضياعها وسط هذه الهجمة الشرسة من اللغات الدخيلة عليها؛ حيث وجه سموه كافة الجهات الحكومية في المنطقة، بعدم استخدام كلمة (GOD) كترجمة للفظ الجلالة (الله). وأن يتم الاستعاضة عنها بكلمة ( ALLAAH )؛ حيث عرف عن سموه بأنه يخلد اللغة العربية في جميع لقاءاته، ومن جهة أخرى وجه معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، بضرورة زيادة معدل القراءة والكتابة للطلاب والطالبات؛ والتركيز على اللغة العربية. وحبذا وليت ولعل، وعسى لو نفذت هذه المبادرات الهادفة لتطوير اللغة العربية والحفاظ علي ما تبقى منها من الضياع بعد أن اختلطت بلغات أخرى، وتكاد تصبح ذكرى من الماضي التليد وقرب زوالها؛ وبخاصة أن معظمنا أخذ يتحدث بخلط اللغة العربية بمزيج من لغات أخرى، ولاسيما مع أولئك الذين استقدمناهم للعمل في بلادنا فأخذنا نحادثهم بلغة (أراب أردو) فبدلًا من أن نعلمهم لغتنا العربية تأثرنا نحن بهم وتعلمنا منهم لغتهم.. فإذا أردنا مخاطبتهم فإننا نقول لهم على سبيل المثال! (بابا مافيه معلوم بابا أنت فيه خربان أو أنته مافي مخ) أو حشو بعضنا لكلمات إنجليزية ضمن لغتنا العربية؛ ليقال عن هذا البعض بأنه مثقف جدا إثر تعرضنا لغزو لغوي أجنبي غاشم، وبالتالي أصبح نطق بعض الكلمات والعبارات الأجنبية طبيعيًا لدينا مثل: كلمة مستر أو مدام وليدى وثانكيو وقروب وويكند وفود ونايت وهلم جرا… حتى أصبحت طاسة اللغة العربية لدينا على وشك الضياع – والخشية هنا هو في نسيان الأجيال القادمة للغة العربية، والتحدث بلغات (لاوندية) نظرًا لاحتكاك أطفالنا بالمربيات أو تأثر الطفل بوسائل التواصل الاجتماعي التي تركز، وتتعامل بلغات أجنبية فيتعلم منها تلك اللغات الغريبة بعد تأثره بها ..
وعودًا على ذي بدء من عصور فطاحلة اللغة العربية والنحويين الذين كانوا يتحدثون بلسانهم ولغتهم العربية الفصحى. وإذا سألت اليوم أحد شبابنا عن تلك الكلمات العربية الأصيلة التي كان ينطق بها النحويون فإنه لا يعرف حتى ما تعنيه عبارة (نحوي)فيظنهم قومًا أتوا من الفضاء – ولعلي هنا أذكر بعضًا من طرائف النحويين للعبرة فقط، رغم صعوبة عودة تلك اللغة القوية التي كانوا يتحدثون بها حينذاك.. حيث قيل إن نحويًا سقط مغشيًا عليه فتجمع المارة حوله فخاطبهم بقوله (علامكم تكأكأتم علي كتكئكم على ذي جنة إفرنقعوا)، وكان قصده هو: علامكم تجمعتم علي كتجمعكم على مجنون هيا انصرفوا…ومن حكم النحويين وبلاغة أقوالهم ذلك الشاعر النحوي الذي تألم لفراق محبوبته، وأخذ يتغزل فيها بكلمات يدعو الله فيها لحمايتها من كل مكروه قائلًا: (كفاك ربك كم يكفيك واكفة كفكافها ككمين كان منكلكا تكر كرى ككر الكر في كبدي تحكي مشكشكة كلتلك الكلكا يا كوكبا كان يحكي كوكب الفلكا) أو ذاك النحوي الذي قارن ماء بئر منزل جاره بماء بئر شخص آخر قائلاً:(اسقونا من ماء بئر دار جاركم ونسقيكم من ماء بئر دار جارنا ولكن ماء بئر دار جارنا أحلى من ماء بئر دار جاركم) فحبذا لو تم إنشاء معاهد وكليات متخصصة لإعادة نبض الحياة للغة العربية الأصيلة والتركيز عليها حتى لاتضيع وتصبح هباءً منثورًا ..ولست هنا مطالبًا بأن نتحدث بلغة النحويين٬ بل على الأقل التمسك بلغتنا العربية الجميلة٬ والحفاظ عليها٬ ويمكن إنتاج ألعاب إلكترونية محلية تركز على اللغة العربية بدلًا من (العك) الحالي لهذه الألعاب!! ..