المقالات

القوة في الترابط الاجتماعي

بعد ظهور التقنية وتطور سبل المعيشة والإستفاقة الفكرية بدأنا شيئا فشيئا نفقد بعضا من الروابط الإجتماعية في الوقت الذي نسعى فيه لزرع هذه القيم في هذا الجيل وحثهم على المحافظة عليها أهمها صلة الأرحام وزيارة الجيران ومساعدة الأخرين.

فعندما نفقد القيم الإجتماعية يولد بذلك حبا للذات وفرض مصلحتها على مصلحة الغير، عندما نسعى لتشكيل ما يسمى “بالمجتمع المثالي” يجب أن نبدأ بزرع القيم المتينة لجعله أكثر ترابطا وأكثر تفاهما ونكون التكافل الإجتماعي الذي أوصانا به النبي -صلى الله عليه وسلم- وألزمنا به.

المجتمع الألماني على سبيل المثال يسعى جاهدا لعودة هذا التكافل والترابط فعاداتهم المجتمعية سابقا كانت قريبة من مجتمعاتنا العربية يتواصلون بإستمرار يتعاونون فيما بينهم ويتزاورون من دون موعد سابق، وبعد ظهور التقنية أصبحوا غرباء فيما بينهم.

في المجتمع الأمريكي انتشرت المصلحة الفردية على المصلحة الأسرية فأصبحت الزيارات تختصر على موسم الأعياد
فانتشرت بسبب ذلك المؤسسات التي تعني برعاية كبار السن كونهم فقدوا الإهتمام من ذويهم، والأمثلة تطول عن سرد أهمية التكافل الإجتماعي والترابط الأسري في بناء مجتمع يسوده الأمن والإستقرار.

رب الأسرة مهمته كبيرة في احتواء اسرته وفرض القوانين الصارمة التي يجب ان تحترم رغم الظروف الصعبة التي يتعرض لها من عمل ومصاريف للبيت ولعائلته من أهم هذه القوانين تناول الطعام يوميا على مائدة واحدة دون غياب أحد، الجلسة المسائية خاصة بعد صلاة المغرب ومناقشة أهم الظروف ومشاركتها مع الأهل، وبخصوص الجيران فالمسجد نواة الحي يجب أن يكرس لتثقيف الناس وإنشاء ملتقيات اسبوعية تعني بذلك، وأيضا السؤال عن المحتاجين، وصنع التكافل الإجتماعية مهم المتمثل بإطعام الفقراء وكسوتهم وتلبية مطالبهم من إيجار وفواتير عجزوا عن سدادها.

Related Articles

5 Comments

  1. أحسنت وصدقت أتيت على جرح يزداد يوما بعد يوم. التفكك الاجتماعي صار أحد نتائج الانشغال بالتقنية الحديثة!

  2. كأنك تؤذنين في آذان قد طالت غفوتها ،
    ولكن لابد للأذان من مجيب ولو بعد حين،

    لاشك يادكتوره بأننا بدأنا نستشعر كم نأت بِنَا السفن عن شواطيء الماضي لا اقول الجميل بل الأصيل،،

    ولأن الإنسان جُبل على الجماعة والإجتماع ، لذلك كانت المساجد وكانت المناسبات الإجتماعية ،
    فمع كل زواج وليمة ولكل مولود عقيقة و و و
    عددي ولا حرج في مناسبات لمّ الشمل واجتماع الأهل والجيران والأحباب،،
    الان تقام المناسبات نفسها ولكن بعُدنا عن الهدف..
    هدف اليوم انا وانا وانا ..
    هدف اليوم شوفني وانظر إليّ ، ومافي البلد مثلي ،،

    كما تفضلتي مشكورة نحتاج تغيير أفكارنا ،
    لذلك كان لإستشهادك بما يجري في ألمانيا وغيرها من الدول المتطورة هدف راق حكيم ،،
    وياليت تزيدي من المقارنات بتلك الدول بالتركيز على الجانب المناسب لنا معهم كما فعلتي في مقالتك هذه.
    جزاك الله خيراً … لأننا بصراحة نحب التقليد لهم ،،

    مقال رائع في العرض والسياق والإختصار المفيد ،،
    بيض الله وجهك ،،

  3. نعم.. هذا الواقع الذي نعيشه بكل اسف… تشتت وانعزالية اسرية نعيشها داخل بيوتنا …الكل اصبح له مجتمعه الخاص به عبر تلك الوسائل التواصلية..
    وفي المقابل (تفقد روح الصلة العائلية ) والترابط الأسري…. أحسنت نشرا

  4. هذه سمة العصر ولكن بمبادرات الاخيار من الاسر والجيران يمكن ان نعود الى شيء من الماضي الجميل طرح جيد المشكله فعلا موجوده في المجتمع تحتاج الى تظافر الجهود لتقليل مخطرها على الاسره والمجتمع.

  5. اصبت كبد الحقيقة، و مربط الفرس، لكن الامر يحتاج الى تعليق الجرس.
    فقد جاوز السيل الزبا.
    و الله المستعان وحده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button