في بلد أعتاد إطلاق المشاريع من الطبيعي أن لاتثير لدى مواطنيه هذه المفردة الكثير حتى لو كانت المشاريع تشكل قفزة كبرى.
هنا لايلام المواطن كون المشهد مألوفا وبلاده تعيش رحلة بناء حضاري ممتدمنذ مايزيد عن الثمانين عاما وتعمل منذ فجرها على مواصلة التحديث حتى بات إطلاق المشاريع مفردة يومية
وماعشناه طوال السنين الماضية يمدنا بالكثير من الشواهد واللحظات ومانراه على الأرض من تطور أحال الصحاري مدنا فارهة يجعلنا أمام حقيقة التطوير.
من هنا يبدأ دور الإعلام في لفت النظر نحو مالم يلتفت إليه عامة الناس بإلقاء المزيد من الضوء على كنه تلك المشاريع
ومنها مشاريع الرياض العملاقة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين وشكلت تحولا نوعيا في منظومة المشاريع ومستهدفاتها، لأنها توجهت نحو ترقية الإنسان وتحفيز مسارات الجمال والخيال والحس الإنساني والإبداعي .
ويأتي مشروع (الرياض آرت) كأوضح تلك المشاريع التي تؤكد التوجه نحو الإعلاء من شأن الفنون والتي ستحول الرياض إلى متحف فني متنوع وملتقى تتمازج فيه الثقافات تعزز به التوجه نحو الانفتاح الحضاري والثقافي ونشر قيم التسامح والتثاقف الخلاق هذا المشروع الذي يعني ببساطة إطلاق آفاقاجديدة للحركة والتجربة الإبداعية وإتاحة الفرصة أمام الفن لمزج أصالتنا وهويتنا التراثية وتاريخنا المجيد بالمعاصرة وقيم الكون
ولنا أن نرى فيه وثبة كبرى فالمشروع هنا بمرتكزات ثقافية تشكل رأس المال الثقافي الذي تراهن عليه الدول في القفز بإنسانها نحو نهضة عابرة للحدود تخلده في عقول الأزمنة وتجعله محور إهتمام الآخر.
هذه النقلة النوعية للرياض تفصح عن الرؤية الوطنية أكثر وتجسد معنى جودة الحياة.
تخفف من صلابة وتجهم البناء المادي وتضم إليه البناء الفكري للإنسان السعودي لتتكامل رحلة بناء المكان مع بناء الإنسان.
هي لحظة حضارية بامتياز حين يقترن المنجز الحضاري المادي بالمنجز الثقافي الإنساني والفكري .
وحين تكون المنشآت العملاقة من جسور وطرقات وأبنية وأبراج محاطة بطبيعة ساحرة
وفن خلاق وآداب ملهمة لتتحول المدينة إلى أماكن عامرة باللمسات الجمالية والروحانية والإبداعية القادرة على تقليص دوائر الجفاف والبهجة وتحد من تكوين الشخصية المحتدة
خاتمة :
(آه ما أرق الرياض تالي الليالي)
كانت تلك شهقة خالدة لروح البدر التي
أطربها هواء الرياض الساحر وليلها البهي
في مرحلة ماقبل مشاريع المساحات الخضراء والمسار الرياضي والرياض آرت وحديقة الملك سلمان التي تشكل رئة الرياض
وتجعلها اسم على مسمى وعلينا انتظار شهقة باذخة آخرى لبدر بن عبدالمحسن وهو يصنع دهشة موازية تصف سحر مدينةتولد على أنقاض تلك المدينة التي ألفها لتكون الرياض المنارة العالمية القادمة وسحر الشرق المنتظر