الصحفي المتجول
تتنوع أساليب وطرق النصب والإحتيال التي يقوم بها بعضهم وتأخذ أشكالاً وأبعاداً مختلفة..علماً بأن مرتكبيها أي (النصابون) يتسمون بذكاء وعبقرية خارقين تمكنهم من إقناع الآخرين وإختلاس أموالهم لما يتسمون به من وسائل وأساليب ماكرة ومقنعة في نفس الوقت … وليتهم لو سخروا عقولهم الذكية وعبقريتهم الفذة هذه فيما يفيد وينفع البشرية من أفكار تطويرية مادام هم على هذا المستوي المبهر من الذكاء والعبقرية.. ومن المؤسف أننا نطلق على هذه الفئة من (الهوامير والبلطجية) لقب(الشطارة والفهلوة) ونضرب بهم المثل وحينما يتم التطرق إليهم وكيفية جمعهم لأموالهم الهائلة فحينها تأتينا الإجابة سريعاً (لاتحسدونهم وليتكم فعلتم مثلهم أيها الفقراء المنتفين! ) فإن كنتم تودون أن تصبحوا مثلهم فإفعلوا كما فعلوا هم.. فأنتم مازلتم تعيشون على الحديدة بينما هم تمردوا على الحديدة وإستطاعوا تحويلها إلى ذهب !!.. أما الشريف والأمين والذي يكسب رزقه من عرق جبينه فإنه يوصف اليوم ب(غبي ومتخلف) إلخ هذه النعوت وذلك لأنه لم يستولي على أموال الآخرين بهذه الحيل المبتكرة !!..
ولعلي هنا أذكر قصة تتمثل في حيلة بارعة حيث قيل أن أحدهم نشر إعلاناً في صحيفة وكان نص الإعلان بعنوان: هل تود أن تصبح مليونيراً بسرعة فائقة – إذن أبعث لي بمائة ريال فقط كي أبعث إليك بالفكرة وقام هذا المحتال بنشر رقم حسابه البنكي وبالطبع فإن الآلاف تحمسوا وتفاعلوا معه معتقدين بأنه سوف ينقلهم من معاناة الفقر والحديدة إلى حالة الثراء والرفاهية والحياة الجديدة والتحول من (مديونير إلى مليونير) وليطلق عليه بصاحب السعادة لأول مرة بدلاً من صاحب التعاسة.. وأراد الجميع الإستفادة من هذه الفرصة الذهبية وتطبيق الفكرة التي سوف يبعثها إليهم على أرض الواقع حسب وعده لهم فقام كل شخص من الضحايا بإيداع مبلغ المائة ريال في حسابه كونه مبلغ زهيد وما أن قام المحتال بجمع الملايين بهذه الحيلة الذكية حتى بعث إليهم بالرد الصادم: إفعلوا كما فعلت أنا ويقصد أن العملية ماهي سوي نصب في نصب وقد إنطلت علي الجميع بعد أن قام بجمع الملايين من الدراهم بهذه الحيلة ثم إختفى عن الأنظار !!..
وتتنوع طرق النصب والإحتيال في هذا العصر ومنها الإعلان عن مساهمات وهمية يسيل لأرباحها لعاب الضحية ويعيش تحت وهم الثراء الفاحش حيث حذرت الجهات المختصة من مغبة المغامرة والإنقياد وراء الوهم وقد حذرت وزارة الإعلام مؤخراً من التعامل مع شركات الفوركس المشبوهة التي تستخدم قصصًا وهمية في إعلاناتها للإيقاع بضحاياها في شباكها، موضحة أن التداول في هذه الشركات يُعرّض المواطنين لخسائر مادية جسيمة. كما حذرت مؤسسة النقد العربي السعودي وكذا وزارة الداخلية هي الأخرى من التعامل مع هذه الشركات التي تغري ضحاياها بأوهام الربح السريع ومن ثم الإطاحة بهم. حيث تستغل هذه الشركات التواجد الكثيف على مواقع التواصل الإجتماعي، وتستخدم منصات غير موثوقة للإحتيال عبر إتصالات ورسائل إحتيالية، لا تحمل سوى الأوهام للذين يحلمون بالثراء السريع. ولذا وجب التنبه من عمليات النصب والإحتيال وعدم المغامرة والركض وراء سراب الأرباح الخيالية السريعة وأوهامها والتي لاتجلب للحالمين بها سوي الندم وأن نواجه الرسائل التي تبعث بها شركات الفوركس أو جهات مجهولة أو أشخاصاً والتي تنتشر وترد عبر وسائل التواصل الإجتماعي (بالطناش وأن نضع في إذن طينة وأخرى عجينة ) فهذا أفضل حل لمواجهة هذه الألاعيب الماكرة من قبل عصابات أحلام الثراء السريع والأرباح الخيالية !..