بدأت مؤشرات خطة التحول الوطني 2020 تلوح في الأفق من خلال استكمال المشاريع المتعثرة، ومن خلال تغيير آلية التفكير والإنتاج ببعض الوزارات، وبدأت مؤشرات استراتيجية رؤية 2030 أيضًا في نيوم والقدية كأضخم مشاريع اقتصادية وسياحية في العالم، ومع هذا تبدأ التطلعات والآمال ولا تنتهي، فكلما تحقق للوطن مشروعًا ضخمًا بدأ المواطنون التطلع لغيره.
الآن لا يفكر سكان السعودية إلا في شبكة قطارات تربط جاهات الوطن الأصلية والفرعية، وتحل أزمة التنقلات الفعلية بطول البلاد وعرضها، من يشاهد زحام مطاراتنا الداخلية يكشف حجم المعاناة الحقيقية، ومن يتنقل برًا يكتشف حجم الضحايا والخسائر التي تقدمها إحصائيات المرور، وأمن الطرق التي لا تكذب ولا تتجمل.
تنقلت مؤخرًا مع عدد من رفاق الدرب بين مدن المنطقة الجنوبية، والمنطقة الغربية ومنطقة المدينة المنورة، ومنطقة تبوك والمنطقة الشمالية وحفر الباطن فوجدنا مشاريع هائلة، ومناظر تسر الناظرين تغتالها نغمة شبكة القطارات التي ينتظرها السكان على أحر من الجمر.
وجدنا بعض المناطق لها نصيبًا من شبكة القطارات مثل: حائل والقصيم والشرقية والمنطقة الغربية، ومناطق تعيش على فتات مشاريع الطرق، ومطارات لا تسد الحاجة، وأصبح من المهم وجود شبكة تربط الحدود الشمالية بقواعدنا العسكرية ومدننا الحضرية في تبوك وحفر الباطن والقريات مرورًا بالساحل الغربي؛ ومرورًا بمدن الاصطياف “الطائف والباحة وأبها”، وانتهاء بالحد الجنوبي جازان ونجران.
بالمشاركة مع الدول لنا معها شراكة اقتصادية مثل: ألمانيا، والصين، وكوريا الجنوبية، واليابان يمكن مواكبة الرؤيا بعدة شركات تنافسية تقيم هذه الشبكات، وتكون شريكة في التموين والتنفيذ والتشغيل؛ لأن توفر المال لدينا لا يحمي مشاريعنا من التعثر لاحقًا، وبالتالي فإن دخول شركات عالمية يضمن عدم صرف دولار واحد غلط ويضمن سرعة ودقة التنفيذ، ويضمن الجودة والحماية من عقود الباطن، وبالتالي نضمن “كفار” يقدمون استثمار بمعناه الحقيقي دون تدخل “مسلمي” المشاريع المتعثرة.