عبدالرحمن الأحمدي

داعش رواية لاتصدق ..!

في آخر الأخبار الصحفية الواردة عن تنظيم داعش الإرهابي عبر وثائق نشرت مؤخرا منقولة عن صحيفة ” صنداي تايمز ” البريطانية الأحد الماضي وصفت بأنها ” تقشعر لها الأبدان” واحتوت على أسماء المئات من مسلحي التنظيم وميزانياتهم . بأن التنظيم يضع عينه على أوربا باعتبارها الهدف القادم لمعركته الجديدة، وأن هناك خططا جاهزة للتسليح والتمويل للأفراد المعنيين بتنفيذ التوجيهات من قبل الخلايا النائمة، بالإضافة إلى تجنيد أفراد جدد. وهذا ماتكفل به زعيم داعشي محلي يدعى ” أبو طاهر الطاجيكي” وكل هذه المعلومات وجدت في قرص حاسوبي بعد سقوط الباغور آخر معاقل داعش في شرق سوريا يطلب من خلاله العديد من المجندين الإذن لهم؛ بإنشاء مكتب للعلاقات الخارجية؛ لإدارة عمليات داعش الإرهابية في أوربا وغيرها من الأماكن المستهدفة.

وحقيقة رواية تلو رواية سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو عسكرية تكتب وتحبك وتنفذ في الأبواب الخلفية الرؤية الشاملة في منطقة الشرق الأوسط نيابة عن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في العراق والشام المعروف اختصارا بتظيم “داعش” والرواية الأولى وهي الأهم حتى الآن لم يعرف من كتبها، وإن عرف كاتبها فلن يتجرأ أحد بالنطق باسم كاتبها، وإن تجرأ أحد عن كشف كاتبها الأصلي فلن يستطع إثبات جميع تفاصيلها العميقة، وإن بدأ فعليا في الكشف عن الخيوط الأساسية فهذا معناه أنه وضع تحت المجهر القانوني! بمعنى ستتم الملاحقة والمقاضاة القانونية، أو اتباع الأسلوب الآخر الاستخباراتي؛ حفاظا على الوقت المهدر؛ لأن كشف الأسباب الحقيقية يعد تعارض واضح مع المصالح والأطماع الدولية في المنطقة المنكوبة الشرق الأوسطية.

إن ظهور هذا التنظيم الساذج في المنطقة هو عبارة عن فكرة معدة مسبقا بعمق كبير جدا، وبتخطيط استراتيجي متميز يعرف باسم التخطيط بالسيناريو. بمعنى أن لا زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ولاغيره من الأشخاص يستطيع بكل سهولة وبعيدا عن أعين أجهزة المخابرات الأجنبية من إنشاء تنظيمات بهذا الحجم الهائل من الإمكانيات البشرية والمادية، والفنية، واللوجستية . والتسهيلات العجيبة التي مكنته من كل هذه الهيمنة والسيطرة على الأراضي في العراق وسوريا على حد سواء، ومن ثم نزع كل تلك المناطق لاحقا، بل وأصبح أيضا أداة لتهديد الدول العربية المحيطة؛ لضرب مكتساباتها ومقدراتها الوطنية. ولذلك تعد رواية داعش رواية لا تصدق إلا في أذهان البسطاء والسذج فقط. أما الذين يعملون تحديدا في دهاليز السياسية فهي لا تنطلي عليهم ، ولكن هؤلاء لايتكلمون !

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button