قرار الرئيس الأمريكي والداعم الصهيوني لإسرائيل دونالد ترامب، بشأن اعتبار أرض الجولان العربية السورية تحت السيادة الإسرائيلية، هو قرار باطل ولا شك في ذلك، وليس له أي قيمة سياسية أو قانونية، فالعالم كله رفض ذلك القرار الطائش، الذي يعتبر ضمن قرارات ترامب المساندة دائمًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وسبق ذلك قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وكلا القرارين معبرين عن مدى تغلل الصهيونية وتحكمها في قرارات الإدارة الأمريكية عمومًا، وفي قرارات إدارة ترامب على وجه الخصوص، فترامب لا يجيد المراوغة والتحايل السياسي الذي يتقنه السياسيون السابقون في البيت الأبيض، وإنما يلعب على المكشوف لكونه تاجرًا لا يفهم إلا لغة المال، ولا يفقه التعامل مع الأمور السياسية ودهاليزها الحتمية التي يفرضها المنصب كرئيس دولة !!
ولعل صراحته هنا تحسب له، مع أن تلك الصراحة تجاوزت المسمى إلى درجة الوقاحة، ومع كل ذلك، وبالرغم من استهجان العالم أجمع لقراره المتسرع والبعيد عن الحقيقة، إلا أنني أتساءل فقط، فأقول إذا كانت الجولان محتلة من قبل إسرائيل منذ عام ١٩٦٧ وحتى الآن، فما الذي سيضيفه قرار ترامب الذي يشبه في اعتقادي، المثل السائد الذي يقول (وشبه الماء بعد الجهد بالماء) ؟! فالجولان السورية محتلة من إسرائيل لمدة ٥٢ عامًا، وبالتالي فإن قرار ترامب ليس إلا من باب التفاخر بنفسه، وبتفوقه وتميزه على من سبقه من رؤساء أمريكا الذين لم يقدم أي منهم على اتخاذ مثل ذلك القرار الأرعن والخالي من أي مضمون أو قيمة قانونية .. ولكنها الغطرسة والفرعنة وداء العظمة التي تسيطر على عقلية ترامب، فهو دائمًا يكرر (أنا الرئيس الأمريكي الأول الذي قرر نقل السفارة الأمريكية للقدس، والرئيس الأمريكي الأول الذي منح إسرائيل سيادة الجولان ووووو)) وقبل الختام، لابد من القول بأن الأرض العربية المحتلة، سواء في فلسطين أو سوريا، ستظل أرضًا عربية رغمًا عن ترامب والمحتلين.
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم
ونعم بالله ، فهو الأعلم بخلقه ، ولو كره المشركون والمنافقون .