هاني سعيد الغامدي

الترفيه وأصعب سؤال

فعلًا ما قبل هيئة الترفيه، أصعب ماكان يواجه رب الأسرة هو الإجابة على الأبناء، حينما كانوا يتحدثون معه عن أين سيسصطحبهم في إجازة نهاية الأسبوع، كون الخيارات المطروحة لم تكن قادرة على توفير حتى ولو جزء من تطلعات الأسرة في الحصول على النشاطات الممتعة التي يمكنهم القيام بها.

 لذلك رأيت أنه من واجبي اليوم، وكوني استطعت في نهاية عطلة الأسبوع الماضي أن أطرح لأبنائي بعض الخيارات التي تمثلت في الذهاب بهم إما إلى دور السينما أو الفعالية التي تقام في واجهة جدة البحرية حاليًا، وتستمر حتى 4 مايو ٢٠١٩، بعدما زالت الغمامة التي كانت مليئة بالغفوة والضلال لعقود من خلال دعاة الصحوة. 

إنه لمشهد عظيم ورائع، حينما رأيت مساهمة أبناء وبنات الوطن في صناعة الترفيه بشكل مشرف  ومهني، حقيقة في كل يوم يثبت أبناء وبنات الوطن أنهم هم الأفضل في شتى المجالات، وما ينقصهم فقط هو دور وزارة العمل الغائب تمامًا حتى في حماية حقوقهم.

أي مواكب لتلك الأحداث، يتمنى من معالي رئيس هيئة الترفيه أن يعمل على إعطاء المناطق الجنوبية بالمملكة التي تتميز بأجوائها الرائعة، وجمال طبيعتها في فصل الصيف النصيب المناسب من الموازنة المرصودة لهيئة الترفية، وأيضًا السماح للشركات الاستثمارية الأجنبية في قطاع الترفيه بالحصول على فرص في جنوب المملكة؛ حتى يتمكن السائح من زيارة أكبر عدد من الأماكن والمعالم التاريخيّة والأثريّة في المملكة بدلًا من التردد بين مناطق محدودة.

وحفاظًا على استدامة نجاح هذا القطاع من الضروري إعادة النظر بعمق في الأسعار المقدمة اليوم، فليس من الممكن أن يطلب من المواطن رسوم دخول فقط  للفرد 35 ريالًا للأماكن المقام بها فعاليات ومهرجانات من غير الرسوم الأخرى المبالغ بها، والتي تصل إلى 90 ريالًا للفرد إذا أراد حضور أيا من العروض القائمة في داخل الفعالية، ومن غير أسعار المشروبات والمأكولات، والتي تعد من الضروريات.

أضف إلى ذلك، كمهتم بتلك الصناعة الناشئة دائمًا ما أتساءل ما إذا كان بوسع الهيئة العمل على:

      ،، خلق بيئة سياحية تراعي تطلعات كافة الطبقات الاجتماعية.

      ،، خلق بيئة سياحية تتوافق مع نهج الاعتدال والوسطية. 

      ،، تفعيل قطاع الإعلام السياحي.

      ،، تحقيق التوزيع الجغرافي العادل للمنتجات السياحية.

أخيرًا، نحن أمام صناعة مقدرًا لها النجاح إذا تم الوفاء بتطلعات العملاء؛ كونهم هم من سيقرر مدى إمكانية جعل السوق السعودي جاذبًا للاستثمارات الأضخم في حالة ارتفاع الطلب على المنتجات السياحية المطروحة حاليًا، وسنكون أمام تنمية اقتصادية لأحد الصناعات الأساسية المعول عليها مستقبلًا في نمو إجمالي الناتج المحلي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button