مهما كانت المبررات التي ساقتها مؤخرا أمانة العاصمة المقدسة من خلال بيان لها في قضية الورود الملقاة للأسف في النفايات عبر المعدات، والآليات الكبيرة بعد ختام مهرجان الزهور الأول والمقام في مزدلفة، وإن كنت آمل إقامته في مكان غيره في المستقبل ! وفي الوفت نفسه لانعلم لماذا تأخر بيان الأمانة، وخاصة بعد إصدار الإمارة بيان يوضح الملابسات القائمة رغم أن الأمانة هي المعنية بالتوضيح.
عموما البيان يعطي تبريرات غير منطقية لعملية الإهمال الواردة، واللامبالاة الحاصلة من الأمانة وتحديدا من قبل إدارة الحدائق العامة؛ في محاولة لإخفاء الحقائق عن المجتمع.
وفي حدث واضح ولايحتاج مزيدا من التفسيرات أو حتى التأويلات غير المنطقية ، والحمد لله أن وسائل التواصل الاجتماعي عبر الفيديوهات لا تحتاج لتوضيح أكثر، ولا زيادة أو نقصان في الكلام. ولاسيما وأن المواطن أصبح المراسل الإعلامي للمجتمع ومن قلب الحدث .
والمتأمل في بيان أمانة العاصمة المقدسة المرتبك يلاحظ مدى محاولة تبرير الحدث بأي طريقة كانت، وأيضا الإقناع بأساليب غير مقبولة. فلو افترضنا أن نسبة 10% المقدرة من الزهور التالفة حسب نص البيان هي فقط المحمولة للنفايات، هل أيضا مراكن الزهور البلاستيكية، أو الحجرية هي الأخرى تالفة ..؟
إن من الممكن قوله على أي حال في هذه القضية الاجتماعية هو حدوث هدر مالي غير منتفع به . وحتى لو افترضنا وسلمنا مصداقية ماحدث فما أدركه جيدا هو وجود مختصين في إدارة الحدائق من مهندسين زراعيين وخلافه كان على أقل تقدير المبادرة بتقديم الزهور كهدايا للزائرين وقبل أن تذبل بأربع وعشرين ساعة ولكن يبدو أن مهمات الأمانة في التحصيل، وفرض الغرامات، ومواقف السيارات بأجر أسرع بكثير، وبكثير جدا من تقديم الزهور مجانا للمواطنين .
إن من المأمول من أمانة العاصمة المقدسة الاعتراف بالخطأ أولا بدلا من البيان التبريري، خاصة وأن الجميع يدرك الصواب من عدمه في مثل هذه الأحداث ، ومن ثم الاستفادة الكاملة من هذا الخطأ في المستقبل. فليس من العيب أبدا أن يوجد الخطأ طالما هناك عمل جاد ومخلص ، ومن لايعمل لايخطئ، ومن يعمل بطبيعة الحال لابد أن يخطئ وخاصة وأن تجربة هذا المهرجان هي التجربة الأولى لمعرض الزهور في مكة المكرمة، كما أن من المفترض أن يتحمل القسم المختص والمتمثل في إدارة الحدائق العامة مسؤولياته العملية ؛ لتلافي مثل هذه الأخطاء مستقبلا. وصراحة ومن باب الإنصاف تعد تجربة ناجحة إلى حد ما قياسا بحداثتها على الرغم مما اعتراها من شوائب . ومن المؤكد لا يخفى على أمانة العاصمة أن الاعتراف بالحق فضيلة .
لا فض فوك ياوجيه أصبت كبد الحقيقة لكن لا حياة لمن تنادي .