استمع القاصي والداني لتصريحات وزير النقل التي أكد فيها أن القطار لن يمر بمنطقة عسير قبل 2035، ويمكن وفق تصريحه بعظمة لسانه الانتظار إلى 2040، وهذا الكلام المحبط من الوزير مباشرة وبدون رتوش، وزاد بنشر خارطة مستقبلية لخطوط سكك الحديد التي شملت كل المناطق إلا منطقة عسير.
الآن حصحص الحق، و أصبحت منطقة عسير أمام بوابة أميرها تئن من وجع التجاهل، وغمط الحق ومن براثن اليأس الذي ضرب مفاصل الآمال المستقبلية في مقتل، وزاد من وجع المشاريع المتعثرة التي يسعى الأمير تركي بن طلال لاستكمالها من خلال تواصله اليومي مع الوزراء المعنيين، ومن خلال ورشة العمل التفاؤلية التي عُقدت مؤخرًا في فندق قصر أبها.
يقول وزير النقل في أمريكا سيبدأ العالم في تنفيذ أسرع وأضخم خط سكة حديد بأحدث المواصفات العالمية، وقال إن قطار الكبسولة الحلزوني سيقطع ألف كيلو متر في الساعة بمعنى يهربون أهالي عسير بمرضاهم يوميًا على مشافي العاصمة الرياض ويعودون أبها لنومة القيلولة ظهرًا بيسر وسهولة، بدلًا من تعب طوابير رحلات مطار أبها المتعثر، و بدلًا من مراجعة مدينة الملك فيصل الطبية المتعثرة.
ما علينا من تصريحات وزير أمريكا التي سبقتنا ضوئيًا، وتصريحات وزيرنا الموجعة، والتي تأتي في ذات السياق الذي جلد مشاعر سكان عسير منذ أمد بعيد، كما فعل وزير المياه عندما ألغى مشروع التحلية المعتمدة كمرحلة ثالثة، وعندما سألوه في غرفة أبها عن استطاعته على إلغاء مثل هذا المشروع عن أشقاءنا في منطقة أخرى فلم يجب، وكذلك فعل وزير الهاتف طيب الذكر “كيال” راعي مشروع الجوال الشهير “عندما شرح خطته عن الألياف البصرية في حفل خطابي، وقال بعظمة لسانه إن المشروع سيشمل كل المناطق عدا الجنوب فوقف شعر كل أصلع استمع لكلمته الضافية.
عسير وسكانها تقف على باب الأمير العادل المثقف تركي بن طلال بن عبد العزيز الذي حمل الأمانة،وحصل على ثقة الملك فبدأ يراجع بنفسه نيابة عن المواطنين، وبدأ يتصل ويتابع ويكافح وينافح عن عسير وأهلها، الآن نضع أمامه تصريحات وزير النقل فقد يكون استيعابي لتصريحات الوزير غلط، فلعله يفكر في نقل سكان عسير للقصيم، أو حائل التي سعدت بالقطار في مسافة زمنية وسكانية وكيلومترية لا تقارن بمنطقة عسير، وقد يكون الوزير يفكر في ربط أبها بالعاصمة الرياض بقطار الكبسولة السريع، وقد يكون لديه مفاجأة سارة أو صادمة فلا حول لنا ولا قوة، ونترك الأمر لولي الأمر فقد أستودع ملك الحزم والعزم على عسير وسكانها القوي الأمين ولا أزيد.