قطعت شوطا في قراءة كتاب (الفردوس الأمريكي) لمؤلفه عالم الاجتماع الأمريكي جون هيور، والكتاب يتحدث عن الوجه الآخر لأمريكا، ويدخل تحت مجال علم الاجتماع النقدي، وقد غردت ببعض أفكاره ورؤاه، وقد قضيت في الولايات المتحدة الأمريكية قرابة ثمان سنوات، لم أشهد خلالها شيئاً من إعلام التطبيل، رغم أن أمريكا تقود العالم في جوانب عدة، ومعظم الإعلام بأنواعه المختلفة، كان إعلاماً ناقداً، وبهذا يصححون أخطاءهم ويتقدمون، الكتاب في بعض جوانبه كأنه يتحدث عن المجتمع السعودي لتأثرنا بالمجتمع الأمريكي، وخاصة ما سماه مجتمع الإغواء والإغراء والدعايات والإعلانات، والتوجه نحو الفردية بسبب المخترعات الحديثة، وكذلك في تحليله للترفيه وأن الدافع الأساس له هو الرغبة في الهروب من الواقع، وأعتقد أن اعظم ترفيه في مجتمعنا يكمن في العبادات، وخاصة الصلاة، وبالأخص في الحرمين الشريفين، قال تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وقال صلى الله عليه وسلم (أرحنا بها يا بلال) وفي العبادة امتصاص لتوترات الحياة، وقرب من الله، وراحة للنفس والأعصاب، ويبدو لي أن ثاني أكبر مجال للترفيه في مجتمعنا يكمن في الفنون الشعبية النابعة من صميم المجتمع وليست مستوردة، مثل القلطة (شعر المحاورة)، فقد كان المئات وربما الآلاف يحضرون حفلات المحاورة في الصيف في الطايف، وتسجيلات يوتيوب أكبر شاهد على ذلك، والعرضة النجدية، والعرضة الجنوبية التي يحضرها المئات والآلاف وإن كانت بدأت تتراجع، ومثل ذلك يقال عن بقية الفنون الشعبية، أما بعض ما يتم التركيز عليه من المستورد فبعض أصحابها هجروها وانصرفوا عنها، ثم إنها لا تمثل أي جانب في حياتنا.
اكرر نصيحتي بقراءة كتاب (الفردوس الأمريكي) تأليف عالم الاجتماع الأمريكي جون هيور. والله الموفق.
0