تُنظم العديد من الشركات والجهات تجمعات تعرض فيها وظائفها الشاغرة؛ ليحضرها الباحثون عن عمل حاملين معهم سيرهم الذاتية؛ ليتقدموا على هذه الشواغر آملين أن يتحصلوا على وظيفة من خلال هذه التجمعات. وجرت العادة أن يطلق على هذه التجمعات (يوم المهنة). وفي الحقيقة التسمية لا تهم سمها ما شئت. المهم أن لا يختلط علينا الهدف من هذه الفعاليات، فمعظم الباحثين عن العمل يعتقدون أن الهدف من يوم المهنة هو التقدم والحصول على وظيفة. وقد تساعد الجهات المعلنة عن الفعالية بتأكيد هذه النظرية؛ لتحفز الشباب والشابات على الحضور. وفي الحقيقة فإن التقديم على وظيفة أو الحصول عليها لا يعد إلا أحد الأهداف الفرعية للفعالية.
فالهدف الأساسي ليوم المهنة هو التعرف على سوق العمل، والشركات التي تعرض نفسها كجهات استقطاب، وفرصة الاطلاع على أنشطتهم، وكذلك التعرف على مواقع التوظيف الإلكترونية، التي من خلالها يسوق الشباب لأنفسهم.
ومن خلال حضوري لهذه الفعاليات لاحظت أن معظم الشباب يأتون بهدف واحد وسؤال واحد يتوجهون به إلى كل البوثات المتواجدة وهو: هل لديكم شاغر؟ وإذا كانت إجابتك: لا لا يوجد.. أو وظيفة واحدة خارج تخصصهم، فإنهم يرحلون عنك آسفين على الوقت الذي ضاع في سؤالك. دون أن يبدو أي رغبة في التعرف على الجهات المشاركة. بمعنى نشاطها وأهدافها وخططها. وهنا أضاع الشباب على أنفسهم فرصة عظيمة تمكنهم من توسعة مجال الرؤية ودائرة الاحتمالات لديهم، وإضافة معلومات قيّمة عن الشركات المشاركة..
صحيح أنه على الشركات المشاركة طرح شواغرها من خلال يوم المهنة؛ لتتيح أكبر عدد من الشواغر للمواطنين، ولكن لدى الشركات أهداف أبعد من مجرد توظيف مواطن- من وجهة نظرهم طبعًا- ألا وهو الإعلان عن أنفسهم وخدماتهم من خلال المعرض؛ ليكون اسمهم وشعارهم متواجدًا ومتواردًا بين الأفراد .. وعليكم كشباب أن تفكروا بذات الطريقة أي أن يكون لديكم عدة أهداف من حضور يوم المهنة، ويجب أن تعوها بشكل جيد لتستطيعوا أن تتحصلوا على أكبر مكسب ممكن منها، وسنطرح عددًا من المكاسب المحتملة التي يجب أن تضعوها نصب عينيكم عند حضور هذه المناسبات:
1- التعرف على الجهات بأسمائها وشعاراتها وقطاعاتها وأنشطتها، فهذا يعطيك لمحة عن سوق العمل والشركات المتواجدة فيه، وحجمها الفرق بين الشركات الكبيرة والصغيرة والمبتدئة. وأهم ما في الأمر أنه عليك إنجاز الجزء الخاص بك من المجهود بعد انتهاء الفعالية، ألا وهو البحث عن الشركات في شبكة الإنتر نت ووسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عنها.
2- التعرف على مميزات الشركات المشاركة ومقارنتها بغيرها في نفس المجال. وأيضًا لا تنسَ جزء البحث الخاص بك عنها.
3- الاطلاع على المسميات الوظيفية المطروحة، مع ملاحظة أن المسميات الوظيفية تتطور شأنها شأن المفاهيم والأدوات الإدارية، فمع التطور الذي يشهده العالم بشكل عام استجدت مسميات في سوق العمل تتناسب مع احتياجات السوق. ومن المسؤوليات الملقاة على عاتقك هو البحث والاطلاع على هذه المسميات، وما يستجد عليها، والبحث عن مهامها لزيادة حصيلة المعلومات عن الوظائف ومسمياتها ومهامها.
4- الاطلاع على الجديد في طريقة إعداد السير الذاتية، والسير الذاتية المفضلة لدى الشركات.
5- تكوين أكبر شبكة اتصال ممكنة؛ لبناء علاقات جيدة مع الجهات وبالتالي تصبح وجهًا أو اسمًا معروفًا لديهم، فذلك سيزيد من فرص فوزك بأحد الفرص الوظيفية لديهم أو لدى غيرهم.
6- في آخر القائمة يكون مكسب التقدم للوظائف المطروحة. مع الأخذ في الاعتبار أن عدد الوظائف المطروحة في يوم المهنة محدود جدًا مقارنة بعدد الزوار الذي يتجاوز الآلاف.. فعدم فوزك بوظيفة لا يعنى نهاية المطاف أو التجربة. وإنما لم يحالفك الحظ في تحقيق أحد الأهداف، بينما حققت أهدافك الأخرى التي ستقودك حتمًا؛ لتحقيق الهدف المفقود في المرات القادمة.
ما أن توسع احتياجك من فعالية (يوم المهنة) فستخرج منها بمكاسب عظيمة لا يمكن تقديرها، وستكون أنت الرابح الأكبر.. فكم المعلومات التي خرجت بها تعتبر ذات قيمة ومفتاحًا للكثير من التطور والانتقالات في حياتك المهنية
الخلاصة:
دائمًا اجعل تجاربك مفيدة وذلك بتنويع أهدافك من كل تجربة، فمتى ما تعذر تحقيق هدف، تحقق بالمقابل آخر.
معلومات قيمة ويجهلها الكثير وانا منهم ..ايضا يمكن للطالب الذي لم يتخرج بعد التعرف على تخصصات سوق العمل وأين يتجه بعد معرفته بأهدافهم ومحاولة الوصول اليها من خلال بناء اهتمامات جديده معلوماتيه و تنمية مهاراته بنفس الاتجاه الذي يخدم المنشأة ومستقبله على حد سواء
كلام جميل وفي محله فعلاً المهنه اجمل بكثيررر وعن تجربة ….