المقالات

أمين العاصمة..أتعبتني !

في موسم الحج الماضي ١٤٣٩هـ، تجولت كعادتي في المشاعر المقدسة، بحكم تواجدي لأداء ما شرفنا الله به لخدمة ضيوف الرحمن، وقد جهزت محبرتي بذلك الحبر القاني، لتوقعي بأنني سأنقل لعزيزي القارئ صورة لا تسر الناظرين، لحال ألفناه في المشاعر المقدسة (منى وعرفات)، خلال ساعات من قدوم الحجاج إليها، ومن خلال تجوالي على مخيمات مكاتب الخدمة الميدانية، كنت أبحث عن تلك الأطنان من النفايات التي كانت تتراكم بين جنبات الطرقات، ولا أبالغ القول في كل زاوية ومنحنى فلم أجدها، ولأحفظ للأمين السابق حقه لا بد القول عدا الموسم ١٤٣٨هـ، إذ بدأت ملامح التحسين في خدمات نظافة المشاعر المقدسة، وما لفت إنتباهي بدهشة أن شاهدت معاليكم مترجلاً بين شوارع مشعر منى، وبمعيتكم أحد المرافقين، وبلا فلاشات كاميرات ولا صحافة صفراء فاقع لونها لا تصدق الخبر، حينها أطمأننت للأمانة، وبعد جولات وصولات عدت إلى مخيمي مبتهجاً، وسكبت محبرتي لأقول في نفسي: أتعبتني يا معالي الأمين، إذ لم أجد ما أسطره لمقالات تعودت أن أكتبها في تلك السويعات المباركة، لنقل ما لا يسر النظر بل ويضر بالصحة العامة، وفي إعتقادي جازماً أن سبق ذلك الإستنفار المجني ثماره على أرض المشاعر المقدسة، برقيات عاجلة إلى مسؤولي الأمانة والشركات المتعهدة بالنظافة بعقود خيالية، برقيات تفوح حزماً مفاده أن لا تهاون مع المقصرين والمتخاذلين في مهامهم، بعدها تداولت جميع وسائل التواصل خبر إغلاق أحد المسالخ الكبيرة بمكة المكرمة في ذلك الوقت الحرج، غير مبالين بما سيترتب عليه من فقدان ربح موسمي ينتظره ذلك المتعهد أو تظلمات، طالما لديكم القرائن التي تؤكد إخلاله بما نصت عليه بنود العقد، حفاظاً على سلامة المواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن، وفي ذلك مضمون الحزم الذي نعيشه بفضل الله، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، وانقضت أيام المشاعر المقدسة بلا وباء أو أمراض تذكر بعون الله تعالى، ثم بتكاتف جميع الوزارات والجهات المعنية، بعدها تجولت بسيارتي على طرقات وشوارع مكة المكرمة، فلاحظت إنتشاراً لعمال وعربات النظافة والفرق المسؤولة عن صيانة الأرصفة والتشجير، نتاجه إرتياح ملحوظ لمرتادي أم القرى مكة المكرمة، وحديث يريح النفس يتداول أطرافه في المجالس والمنتديات، لما لمسوه من تحسن ملحوظ في الخدمات، وهنا أيضاً أقول: أتعبتني يا معالي الأمين، إذ لم أجد ما أسطره عن تلك الطرقات العامة، فأسكبت ما تبقى من محبرتي، التي كان حبرها قاني، وفي مبادرة شجاعة ظهرت حديقة الزهور بمزدلفة مكة، التي تعد مشروعاً قد يثقل كاهل الأمانة للكم المهول من الجهد الذي بذله القائمون عليه، وشرف تدشينها صاحب السمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وبرعايتكم المباشرة، لاقت إستحسان أهالي مكة وزوارها والمعتمرين، الذين تجولوا على أرضها وشاهدوا جماليات السجاد العربي بالزهور التي فاح عطرها بإبداع يسر الناظرين، وهي من وجهة نظري مبادرة رائعة رغم ما تناثر حولها من ملاحظات، بعضها لم يجانب الحقيقة، إيماناً بالقول: (بأن من لا يعمل لا يخطئ)، ولقد ازدان جمال تلك الحديقة بمشاركة الأسر المنتجة، التي منحت الزوايا بالمجان وبمساهمة فاعلة من غرفة تجارة وصناعة مكة، حسب إفادة إحدى المشاركات لي، إذ تجولت في اليوم الأول للمهرجان برفقة زميل المهنة والقلم الأستاذ أحمد حلبي، وليت تلك الإحتفالية تتكرر في مواسم الحج، ليهنأ بها ضيوف الرحمن بعد أداء نسكهم، لتكون قرية تزهو بالورود على حدود مشعر عرفات أو بين مكة وجدة، مع الأخذ في الإعتبار إختيار ما يتناسب من الزهور وحرارة الصيف، ومع كل تلك الإيجابيات التي أوردتها تبقى بعض الشوارع والحواري الداخلية تحتاج مزيد عناية، ليصلها مبضع الجراح ويداوي ما بها من حفريات متراكمة ومطبات إصطناعية، أنهكت جيوبنا لما تسببه من أعطال لمركباتنا، والحاجة ماسة إلى إتساع المساحات الخضراء والعناية بالحدائق الصغيرة، التي تعتبر متنفس لتلك الأحياء الداخلية والمكتظة بالسكان، وهنا يأتي دور البلديات الفرعية وفرقها الميدانية والجهد الذي يبذلونه، لا سيما ومكة المكرمة تشهد أعداداً متنامية مباركة من ضيوف الرحمن حجاج وزوار ومعتمرين، ورغم إتساع مشاريع الخير والنهضة التي شملت أطراف مكة وقاعها، لا تزال مطالبنا وطموحاتنا كبيرة، ترتقي لرؤية المملكة 2030 والرخاء المنشود، ولتبقى مكة الخير مشرقة بهية، نحن أولى بتعظيمها والمساهمة بالإعتناء بها لتبقى مشرقة على الدوام بمشيئة الله تعالى، ثم بجهود المخلصين للوطن العزيز على قلوبنا، وفي الختام بعد الصلاة على النبي وآله، قد يلمزني البعض بالتملق، ولكنها حقائق ملموسة على تضاريس مكة البلد الحرام..

Related Articles

2 Comments

  1. شكراً معالي أمين العاصمة المقدسة، إذ بعد إطلاعه على المقال *أمين العاصمة..أتعبتني* أبدى شكره لصحيفة مكة، وأكد بالوعد بمشيئة الله إن الأمانة وجميع منسوبيها يتشرفون بخدمة البلد الحرام، مؤكدا أن في تعظيم مكة وخدمة أهلها وضيوف الرحمن كافة شرف كبير، سائلاً الله عز وجل العون والتوفيق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button