من يصدّق أن أكبر صحاري الجزيرة العربية، والتي تمثل ربع مساحة المملكة العربية السعودية، والتي تبلغ أكثر من 660 ألف كيلو متر مربع، تختزن تحت رمالها الذهبية الكثير من الأسرار المخفية، والكنوز المتنوعة من النفط، والمعادن والمياه والأثار التي تشكل في مجملها مستقبلًا واعدًا من الثروات النوعية والفريدة.
وقد جاءت موافقة المقام السامي رقم 534/م.ب وتاريخ 1426/1/12 هجرية على قيام فريق علمي ضم خبراء من عدة دول برحلة علمية هي الأولى من نوعها لهذه المنطقة الثمينة من بلادنا الغالية، كمرحلة أولى لتميط اللثام عن ما يحتويه باطن تلك الصحراء من مقدرات نفيسة وثروات هائلة، بصفته موقع غني بالمتكونات الجيولوجية، والعديد من الواحات والنوافير المائية.
كما يغلب على بيئته الكثبان الرملية. فالدراسات الجيولوجية استهدفت الربع الغالي بالعديد من الأبحاث التي أكدت على وجود مجموعات بشرية كانت تسكن بالقرب من أحواض المياه،
وهناك أشكال متعددة لرمال الربع الغالي، منها الرمال النجمية والطولية والسيفية وغيرها من الأشكال الجميلة التي تعبر عن هوية المكان وتاريخ الإنسان به.
فالموقع هو عالم من الأسرار المدفونة تحت ذرات الرمال، وقد شملت الدراسات أيضًا النيازك التي سقطت به، والكهوف والصبخات وكافة العوامل الجيولوجية المتوفرة.
وبالرغم من قسوة البيئة الطبيعية في هذه المنطقة، وخلوها من النشاط البشري تقريبا، إلا أنها تزخر بثروات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي والمعادن المشعة والرمال الزجاجية والطاقة الشمسية.
وتبين من حفر الآبار الاختبارية في شرق وجنوب شرق صحراء الربع الغالي أن المياه توجد بكثرة في تكوينات الأيوسين الجيرية، وهي نفس الطبقات الحاملة للمياه في إقليم الأحساء.
عليه فإنه من الحق لهذا الجزء من مملكتنا الحبيبة كواجب وطني تغيير اسم من (الربع الخالي ) إلى «الربع الغالي»، في المناهج ووسائل الإعلام والتعاملات الرسمية؛ وذلك لما يحويه من خيرات وثروات وزيت وماء، وإمكانية الاستفادة من رماله في صناعة الزجاج الملون والمواد الطبية، واستثمارها في المنتجات السياحية وإقامة مسابقات للراليات الدولية، وإنشاء مراكز لدعم الأبحاث العلمية لهذه المنطقة.