أحمد سعيد مصلح

إلى القتال أيها القوم

الصحفي المتجول

أيها القوم هبوا إلى القتال فنحن قوم نعشق ونهوى المعارك ولا نخشى الموت لأننا مولعون بالحروب والصراعات – هيا ياقوم هاجموهم في عقر دارهم بقوة وعنف ولاتتركونهم بل مزقوهم إرباً إرباً وإشربوا دمائهم كشرب الماء وأخرجوا أحشاءهم وإبقروا بطون الحوامل من نسائهم وإخرجوا منها الإجنة وإحرقوهم بالنار.. أما الأسرى منهم فعذبوهم ثم إدفنوهم أحياءً وإجعلوهم عبرة لمن يتعظ ..أيها القوم عليكم بتعذيبهم ومعاقبتهم ولا تأخذكم بالعدو رأفة أو شفقة بل إسحلوهم في الشوارع والطرقات ونكلوا بجثثهم وإتركوها طعاماً للوحوش وإدخلوا الموت إلى كل بيت وقرية ويتموا أطفالهم ورملوا نساءهم.. أيها القوم هاجموا ديار بن أبي طعيس وإحرقوا مساكنهم وقراهم وحاصروا من تبقى منهم حتى يموتوا جوعاً وعطشاً عقاباً لهم– يامن تعشقون الموت عليكم بمطاردتهم من مكان إلى آخر والقبض عليهم أحياء ومن ثم فصل رؤوسهم عن أعناقهم وفقأ أعينهم وتعذيبهم وكيهم بالنار ولا تنسوا بتر أطرافهم .. وقاتلوهم أينما وجدتموهم عليهم اللعنة !.. 

أيها القوم عليكم بغزو ديار الشيخ طريد بن أبي قريد وإختطفوا نساءهم وإقتلوا شيوخهم وإذبحوا أطفالهم بدم بارد وعودوا من هناك بالغنائم وأنتم حاملين رؤوسهم بين أيديكم .. أما بالنسبة للنساء فعليكم ببيعهن في سوق الجوارى كسبايا كما فعلتم أبان غزوة بن أبي الخنفساء التي مزقتم فيها الإعداء شر تمزيق وجعلتموهم أشلاءً متناثرة في الأودية والوهاد بعد أن إختطفتم نساءهم وأطفالهم وكهولهم وأحضرتموهم  مقيدين بالسلاسل والأغلال!!…أيها القوم لا تأخذكم بهم رحمة أو شفقة إلخ ..

هذا سيناريو لما يرد دائماً ضمن مايسمى بالمسلسلات التأريخية الإسلامية والتي تدور معظمها حول قصص العنف والقتل والإغتصاب وتحويل النساء إلى جواري تباع وتشترى في الأسواق كأي سلعة أخرى وهي إساءة متعمدة تعكسها تلك المسلسلات هدفها تشويه صورة الإسلام والمسلمين ووصفهم بأنهم قتلة ومجرمين ومتعطشين للدماء وتجار حروب وغزوات..وهي أيضاً تعكس صوراً سيئة للغاية عن التاريخ الإسلامي فتصف الإنسان المسلم بأنه(يموت حباً في النساء)ويعشقهن ويضحي ويحارب من أجل عيني محبوبته وأن معظم الحروب التي  نشبت بين القبائل قديماً  هي بسبب رفض شيخ قبيلة ما زواج شاب من قبيلة أخرى منافسة لها بإبنته.. ولهذا السبب تنشب حرب دموية بين القبيلتين تقضي على الأخضر واليابس وتنتهك الحرمات وتحرق المنازل ومن المشاهد المألوفة حمل المسلمين للأسلحة من سيوف ورماح أثناء تنقلاتهم وكثيراً مايتبارزون لأتفه الأسباب حتى تسيل دماءهم وسط تشجيع حافل وكأنما هي مباراة كرة قدم.. كما تظهر أن المسلمين آنذاك ميالون إلى العنصرية ويتصفون بالكراهية  للغير أو تجاه بعضهم البعض.. ويشتهرون عن غيرهم من الشعوب بالمؤامرات والخيانات والغدر والتجسس والظلم والفساد إلخ هذه الصفات السيئة.. وأن هناك تفرقة عنصرية تمارس بينهم مثل وجود سادة وعبيد وجواري وتجارة نساء وأطفال وتظهر أسراهم وقد قيدت أقدامهم وأيديهم وأعناقهم بالسلاسل وكأنهم قطيعاً من المواشي وتظهرهم وكأنما هم قطاع طرق وغزاة يمارسون سرقة المواشي ونهب الأموال ومهاجمة القرى وحرق الممتلكات– وأن هناك فقداناً للأمن وكذا وقوع معارك حول آبار المياه بسبب الإختلاف عن من يسقى قومه أولاً  أو حدوث غزوات ومعارك طاحنة بسبب الحب والعشق والنساء وأنهم كارهين للكفار والأقوام الأخرى بدون سبب ويتوعدون بقتلهم أينما يجدونهم هذا عدا ما يرد من كلمات وعبارات تأتي ضمن أحداث سيناريو تلك المسلسلات مثل (خسئت وثكلتك أمك – قبحك الله – عليك اللعنة) إلخ هذه الكلمات والعبارات البذيئة كما تفتقد أحداث السيناريو إلى الحكمة والصبر والتسامح ووصفهم بالغباء والسذاجة والحماقة,, وكلها تدعو إلى العنف والبغضاء ومن الأخطاء الشنيعة التي ترد في تلك المسلسلات ظهور أبطالها وخصوصاً من الممثلات اللواتي يؤدين أدواراً رغم أنها مستمدة من التاريخ الإسلامي القديم ولكنهن ينافسن  ملكات جمال العالم أو عارضات الازياء الحاليات وكأنهن قدمن تواً من إحدى الدول الأوروبية  يشاهدن وهن يرتدين كامل زينتهن من أزياء حديثة ومن أرقى الموديلات العالمية وآخر أزياء الموضة الباريسية إضافة إلى الحلى والجواهر الثمينة التي تنافس ما ترتديه المطربات وعلى رأسهن المطربة أحلام.. هذا عدا إرتدائهن للأحذية ذات الكعب العالي والمرصعة بالجواهر !! وكذا آخر ما توصلت اليه صناعة الماكياج ومساحيق الجمال وباروكات الشعر وعدسات العينين الملونة وطلاء الأظافر !!,,,ومن المشاهد المسيئة كذلك ظهور بعض الرموز الإسلامية المعروفة ومن حولهن مجاميع من النساء الفاتنات وهن يغنين وأحياناً يرقصن  ..

ومن المتناقضات أو الملاحظات المهمة التي تأتي ضمن هذه المسلسلات أن بعض معدي ومخرجي وكتاب هذه المسلسلات ليسوا من المسلمين بل هم من مسيحي العرب الذين يجهلون التاريخ الإسلامي على حقيقته ويركزون على هذه الصور المسيئة عن تاريخنا الإسلامي العريق والتي يجب أن تزال بإنتاج مسلسلات تاريخية بحق وحقيق تعكس صورة الإسلام الحقيقية وتسامحه وأن تتم تحت إشراف مختصين في التاريخ الإسلامي …

Related Articles

One Comment

  1. صحيح كل ماقلت ياعم أحمد وبيض الله وجهك لكن أعتقد أن المسؤليه تقع على وزارة الإعلام التي تشتري وتدفع لمثل هذه المسلسلات البعيدة عن الواقع ، ربما كانت جميله عند الشيبان السابقين (جيل غمزة سميرة ) الله يرحم من مات منهم أم شباب اليوم فقد تغير تفكيرهم وتوجهاتهم ، شكراً لك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button