إلى تلك الأزمنة والمطارح البعيدة التي لا سبيل لاستعادتها إلا عبر مساريب الكتابة
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
فوق كوني أنحدر من العوائل المنسية في وادينا؛ فإني من مجموع قبائل (جُزينة ) بضم الجيم … هكذا ينطقونها
أعيش في قرية هجرها أهلها، ووادٍ غير ذي أهل غادرته أشكال الحياة بسبب مناخه الصيفي الذي جمع سوئتين: حارق ومغبر.
أسكن وأخوتي في بيت شعبي مائل ساقط لا محالة، ويخر سقفه إن هطل المطر،
كما يخر سقف أحلامي ويتهاوى يوما بعد آخر.
هي قرية تشبه المنفى إلا قليلًا، كانت تمارس فيها بعض أشكال الحياة نهارًا، ويمارس فيها الموت ليلًا !
لا اعرف أصلي، هل أنا من قبيلة الغنادير أم من الصملة ؟؟
المؤكد أني (مزدوج الهوية)
يقولون إن أصل عائلتي العراونة
من (اليمن)، ويؤكد (الشراحي) هذا القول بأن قرية (عروان) في اليمن قائمة إلى اليوم، يحلف دومًا على صدق روايته.
(الازدواجية) في حياتي (قدر )
احببت فتاة لكني خطبت غيرها، بل وتزوجت من ثالثة
وسحرتني إحداهن لكي أحبها.
لكني (همت بأختها الكبرى )
حكايات السكن زادت الأمر سوءًا.
فأنا من العراونة أصلًا٬ لكني لا أرتبط بها عضويًا، فقد ترعرعت ونشأت بين أحضان ( غافلة ) التي أحمل لها معزة خاصة، ولي فيها بيت، وذكريات، وطفولة، وألعاب، وأمكنة، وأصدقاء، وفيها تشكلت ذاكرتي
(سعودي) كما افتخر ..وبلا مساومة !!
بت الآن أعشق (الخبزة بالنوتيلا)؛ أما في أيام يفاعتي الأولى فقد كنت أجد متعة في الركض دائمًا خلف وانيت البلدية
عندما كان (الكشاشون ) يزورون(وادينا) صباحًا لرش الحشرات، ولكم كنت أستعذب الدخان الذي ينبعث من سياراتهم،
أستيقظ مبكرًا أترقب وصولهم
ثم: أطاردهم لاستنشاقه
تمنيت في مرحلة ما أن أكون سواق شيول
إعجابًا بالعم (أبو ناصر) ..
واصلت الازدواجية حضورها
فأنا طويل جدًا، وأقرب للضخامة
لكني طفل المشاعر. تخصصت في العلوم
لكني أجد نفسي في أحضان المسرح، وبين ردهات القصة والقصيدة، وأحابيل البلاغة
الفتاة التي سحرتني تتفاخر بأنها فعلت ذلك
لأنها رأت أني (مشروع مجنون )
وقالت: أنت تصلح مجنون فقط.
تعالجت ٣ سنوات حتى شفيت،
لكن من بقايا تلك المرحلة مازلت أحتفظ بكوب أسود
استيقظ فجرًا لأملأه بماء ساخن، إذا ما تحول الكوب من لونه الأسود إلى اللون الأبيض تفاءلت بيوم سعيد،
وإن بقي أسودًا فذاك يوم (نكبة)؛
حتى أخواتي انقسمن حولي ومارسن الازدواجية
(خضراء وصالحة) قلن عني (رومانتك)
(زينة وميساء) يسمينني ( ثائر)
فانتازيا الازدواجية الأكثر غرابة في حياتي
(أبي قتل عمدًا فوق سطح إحدى المنازل، لكنه قتل بالخطأ في محاضر الجهات الرسمية )
شعور باللامعنى يرهقني، ويتجدد معي دومًا.
عند الإشراق
أتناول قهوة السابعة على أنغام فيروز
بحثًا عن سماء ثامنة
لا أجدها.
أرتشف قهوتي
دون اكتراث
وأسرح بعيدًا … بعيدًا على طبق من تعب أحلق عااااااااااااااليا