تستغل إمارة جازان ومجلس التنمية السياحي مهرجان الحريد السنوي؛ لفتح أجمل وأروع نافذة سياحية على جزيرة فرسان التابعة لمنطقة جازان؛ حيث يقام هذه المهرجان سنويًا على الأهازيج الشعبية والفولكلور الساحلية والتهامي الأصيل، والرقصات المعبرة.
مهرجان هذا العام المسجى بحفل غنائي مساء يوم الخميس المقبل قبل بدء صيد سمك فجر يوم الجمعة،وسيكون يومي الخميس والجمعة سباقًا زمنيًاً نحو الترفيه والمتعة والتشويق، يصاحب ذلك ممارسة عبادة التفكر، وهي أفضل أنواع العبادات والضيوف وأهالي جزيرة فرسان يشاهدون هذا الرقص الجماعي للسمك قبل الارتماء في أحضان الموت الأبدي، وبالتحديد على شاطئ قرية القصار وشاطئ الغدير وبطوع السمك ذاته واختياره …. هناك حيث يحتفل الفرسانيون بمهرجان الحريد المعروف ببغاء البحر، الذي يعيش في الشعاب المرجانية في البحار الحارة أو شبه الحارة، وداخل المحيطات، ويتميز هذا النوع من السمك بالشكل الغريب فله أسنان أمامية مرتبة في مقدمة الفم، ويشبه في الشكل منقار الببغاء.
أهلي جزيرة فرسان يشمون رائحة بدء المهرجان قبل ضيوف الجزيرة؛ حيث تبدأ رائحة معينة يدركها أهل جزر فرسان يعرفون من خلالها قرب مجيء السمك إلى الشاطئ على شكل كتل متلاحقة أو أمواج عاتية، والمعروف عن هذه الرائحة حسب التفسير العلمي لها أنها وقت إطلاق الشعاب المرجانية بيضها مرة واحدة في يوم من السنة، ويبدأ مهرجان هذا العام قبل صلاة فجر يوم الجمعة المقبل، وعندمايبدأ الحريد بتجميع مجموعات وهي ما يطلق عليها “سواد“ سيعلن الأمير محمد بن ناصر وبحضور نائبه وضيوف الإمارة وسكان الجزيرة بدء المهرجان، ثم يتجه مجموعة من الصيادين الكبار الذين يتم اختيارهم بعناية للبدء في عملية الصيد، فيما يظل الباقون على الشاطئ استعدادًا للمشاركة الجماعية.
يطلب كبير الصيادين من الشباب والأطفال جمع شجيرات تسمى الكسب، وهي منتشرة في هذا المكان، ومن ثم ينزل الجميع إلى الشاطئ الرملي منتظرين انتهاء مرحلة التجميع، وفي هذه اللحظة تكون عيون الجميع شاخصة نحو البحر؛ خاصة وعلى كبير الصيادين ليترقبوا اللحظة الحاسمة من بداية الماراثون الذي يبدأ بنداء كبير الصيادين لهم بقوله ”الضويني” أي اهجموا، ومن هنا تنطلق جموع الشباب والأطفال من الكبار والصغار إلى البحر بغرض جمع أكبر عدد من الحريد داخل القفص حيث تختلف الكمية من شخص إلى آخر، ومن يفز في هذا الماراثون هو من يحصل على أعلى كمية من أسماك الحريد.
المهرجان واحد من أكبر وأهم وأجمل المهرجانات في السعودية وفيه تتجلى قدرة الله، وأسرار هذا الكون العجيب؛ حيث يشاهد الحضور رقصة الموت التي تشبه انتحار الطيور في نيبال وانتحار الفئران الجماعية في السويد فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون.