ما أسوأ العنصرية وما أحقر الإنسان الذي يتغنى بها وتجري في عروقه مجرى الدم، فممارسة العنصرية مدعاة إلى إثارة الأحقاد واستدعاء الفتن واستجلاب النعرات الجاهلية، والتي تؤدي في النهاية إلى إضعاف اللحمة الوطنية، وتفكيك أواصر المحبة والمواطنة بين أبناء الوطن الواحد..العنصرية مرض نفسي خطير عواقبه وخيمة ونتائجه قاتلة، والحقيقة إن العنصرية لها عدة أوجه قبيحة وأشكال قميئة، ولا تقتصر فقط على التصنيف القذر والاختيار النتن الذي قام به أحد مشاهير السناب ضد بنات أسر الشهداء الأبطال، فذاك الفيديو السيئ الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، كان مستفزًا ومحتقرًا ومنبوذًا ومرفوضًا من قبل جميع المواطنين السعوديين، ولا يمثل إلا صاحبه العنصري، وقد أحسن صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف حفظه الله، عندما أمر باستدعاء صاحب السناب وإحالته للتحقيق، وأحسن سموه مرة أخرى عندما طلب مقابلة أبناء وبنات الشهداء؛ لتكريمهم والإشادة ببطولات الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم دفاعًا عن الدين والوطن.
وكما ذكرت آنفًا بأن العنصرية لها أوجه قبيحة متعددة، ولعل هذا الموقف العنصري الذي مُورس ضد بنات الشهداء، ينبه إلى تجنب كثير من الحالات العنصرية المشابهة مع اختلاف الشخوص والأدوات، ومنها على سبيل المثال، عندما يقوم مجموعة من الممثلين من خلال مسلسلهم الشهير، بتوزيع الأدوار على أبطال المسلسل، فيسندون (( دائمًا )) دور الرجل الأهبل والجاهل والمعتوه، إلى إحدى مناطق المملكة، بينما يسندون (( دائمًا )) دور الرجل الحكيم والراشد والمتعلم إلى منطقة واحدة تحديدًا، ويتكرر هذا المشهد سنويًا في برنامجهم الشهير، فذاك في اعتقادي يدخل في إطار التعنصر والعنصرية الواضحة، التي تصور إحدى مناطقنا الحبيبة بالهبل و(( الدلاخة ))، وتصور المنطقة الأخرى بالعقل والتفوق والرشد والحكمة، وهذا يعتبر إسقاطًا سخيفا ورمزية مقيتة تندرج ضمن العنصرية.
ومن أشكال العنصرية أيضًا، ما يطلقه بعض السفهاء من تندر وألفاظ ومسميات على مواطني منطقة أو مناطق معينة من مناطق المملكة، وهذا عمل قبيح ينتج عنه التفرقة والتصنيف بين المواطنين.
ولاشك أن الدولة -أعزها الله- سنت القوانين والأنظمة التي تجرم كل هذه الأشكال العنصرية، حتى تحتفظ بلادنا بأواصر الألفة والترابط والتماسك، وتبقى شامخة ومتلاحمة، تحت قيادة مليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، ذخرًا وسندًا وفخرًا لهذا الوطن الغالي ومواطنيه الشرفاء..
يعطيك العافية يادكتور جرمان على مقالك الرائع وماوقع لهؤلاء الاطفال من هذا الشخص مصيبة كبيرة وجرح عميق للاطفال ولاسرهم وللمجتمع وتدخل الحكومة دليل على كبر الجرم وما اشرت اليه من امثلة عنصرية تمارس في اعلامنا ووسائل تواصلنا يعطي دلالة واضحة على وجوب تدارك الامر واعطاءه حقه من الاهتمام وعدم دفن الرؤوس في الرمال وفقك الله ونفع بك وبما تكتبه وتطرحه من مقالات ومواضيع مفيدة
الأستاذ سعد محسن ..عافاك الله وأسعدك ، وأشكر لك هذا التعليق الضافي والجميل ، طبت وطابت ليلتك ، مع خالص الود .