يضرب أبناؤنا في الخارج أروع الأمثلة في مواقفهم الإنسانية، وتمثيلهم لوطنهم مملكة الإنسانية، وفي تعاملاتهم الراقية، ونقاشاتهم الهادفة، ورفع اسم وطنهم عاليًا في المحافل الدولية والمناشط المجتمعية، والذود عنه بكل ما أوتوا من عِلْمٍ وفِهْمٍ وإدراك.
وكثيرًا ما نسمع عن مساهمتهم في إنقاذ غريق، أو مساعدة محتاج، بغض النظر عن عرقه ودينه ودولته، ينطلق ذلك من تربية حسنةٍ، وتوجيهات سامية، وخُلُقٍ نبيل.
كما أنهم في الوقت نفسه لايرضون أن تُمس كرامة وطنهم أو يُساءُ فهمه، ويوضحون حقيقة بلادهم ومواقفها المُشَرِّفة مع القاصي والداني، كلما سنحت لهم الفرصة أو اضطروا إلى الكلام.
ويحضرني حاليًا موقف أحد الإعلاميين السعوديين في جامعة كارديف البريطانية حينما تحدث أحد المحاضرين من الكادر التعليمي في الجامعة عن المملكة العربية السعودية، وذكر فيما ذكر زورًا وبهتانًا أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الأخطر في العالم !! فما كان من ذلك الشاب المثقف الواعي المخلص لدينه، ثم مليكه ووطنه إلا أن طلب المداخلة بكل أدبٍ واحترام ثم قال: (موجهًا حديثه إلى المحاضر والحاضرين) :- السعودية هي قبلة المسلمين.
ملك السعودية يحظى بقبول مليار ونصف المليار مسلم.
السعودية الأسبوع الماضي بدأت تقود اقتصاد العالم.
المنظمات الإرهابية يتجولون ويمتلكون عقارات في لندن.
الشخص العاقل يعرف من هي الدولة الخطيرة ومن هي الدولة المسالمة ؟!
(انتهى كلامه وفقه الله وسدد على طريق الخير خطاه).
كلام مختصر ومفيد أوصل الرسالة، وأوضح الموقف، وقطع الطريق على كثير من المتربصين والحاقدين، وما أحوجنا إلى مثل هذا الشاب المعتدل الواعي المخلص، لأنه ليس من المنطق أن تَمُر عبارات ذلك الدكتور الجامعي مرور الكرام دون مداخلةٍ أو اعتراض.
والدفاع عن الوطن لا يقتصر على جنودنا المرابطين في الحدود يحفظهم الله، أو على المسؤولين في الدولة وفقهم الله، بل هو واجبٌ وطني على كل مواطن سعودي يملك حِسًا عاليًا وفكرًا نيرًا وقلمًا رفيعًا، وفي حدود الإقناع بالدليل ومقارعة الحجة بالحجة دون تشنجٍ أو تعصب.
وحَرِيٌ بنا أن نوصي أبناءنا المبتعثين إلى رفع اسم وطنهم عاليًا، وتمثيله خير تمثيل، والبعد كل البعد عن كل مايسيء إلى سمعة المواطن السعودي ووطنه قبلة المسلمين، ومحط أنظار العالم أجمعين، ولتكن عبارة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة يحفظه الله (ارفع رأسك أنت سعودي) نصب عينيه، وبإذن الله لن نخيب، فنحن أصحاب همم عالية، وأهداف سامية.