شقشقات
(٢)
كلما تهب نسائم شهر رمضان المبارك، إلا ولا بد أن تمر على ذاكرة كل واحد منا ذكرى قريب أو حبيب كانوا معه في الأعوام الماضية، لكنهم رحلوا عنا، وغابوا في رحلة مغادرة نهائية، لاعودة بعدها أبدًا، ولم يُكتب لهم أن يصوموا معنا شهر رمضان في عامنا هذا.
إنهم الآن في عزلة موحشة لوحدهم تحت الثرى، ينتظرون منا دعوات صادقة تصعد للسماء، من قلوب صادقة تحمل الحب الصادق والوفاء الحقيقي.
ربما افتقد واحد منا أبًا أو أمًا، أو كليهما، أو أخًا أو أختًا، أو كليهما، أو زوجْا أو زوجة، أو أي قريب كان.
كيف يبدو رمضان بدونهم حينما نجلس حول مائدة الإفطار وتبدو أماكنهم أمامنا خالية خاوية، نتذكر من خلالها أحاديثهم الجميلة، وابتساماتهم الرائعة، وضحكاتهم المبهجة.
ويحل بدلًا منها ذكراهم التي تحمل مواجع الحزن والألم، كلما التمّ شمل العائلة على المائدة الرمضانية في كل يوم.
فما أجمل أن نتذكرهم بتلك الدعوات، فهم في أمسّ الحاجة إليها.
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وسائر أمواتنا، (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لهم وَارْحَمْهُم، وَاعْفُ عنْهم وَعَافِهمِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهمُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهمُ، وَاغْسِلْهُم بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهمِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهمُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهمِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِيهِم، وأَزَواْجًا خَيْرًا مِن أزَوْجِهمِ، وَقِهمِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).
(اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا، اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَهم ولا تُضلَّنا بعدَهم).
شقيق المساء