المقالات

في عسير الأبواب مغلقة

بعد العرض المرئي الذي قدمته الهيئة العليا لتطوير عسير، وبعد التعاقد مع بيوت الخبرة العالمية لا أعلم كم مساحة الحوار المتاحة في الهواء الطلق مع هيئة تطوير عسير وأمانة منطقة عسير ؟ الذي أعلمه أن الأبواب مغلقة، ومؤصدة بالضبة والمفتاح، وأن أي رأي أو فكرة تتحول إلى سوداوية وضبابية ويتم تجميدها تحت الصفر، بل قد يصبح صاحب الفكرة ضمن أعداء النجاح، والدليل أن دوائر الطرح والتداول مغلقة على فئة محددة، وأن مجرد التفكير في فتح باب الصلة والتواصل ميئوس منها، ولن تتم وفق معطيات حصلت منذ اعتماد الهيئة العليا لتطوير منطقة عسير إلى الآن؛ حيث فهم القاصي والداني أن أبواب هذه  الهيئة مغلقة عكس الأبواب المفتوحة التي عهدناها لدى قادة هذه البلاد المباركة.

ليس مهمًا فتح الأبواب المغلقة ما دامت سياسة معتمدة، أو ثقافة جديدة نتجرعها على مضض بقدر أهمية تعاطي فلسفة “الحكمة ضالة المؤمن”؛ فقد تأتي الفكرة من شخص موضوع على الهامش أكثر من شخص مترزز في كل اجتماع يُنظّر، ويحندي ويسرد خبراته التراكمية؛ وكأنه لا يوجد في هذه البلد غير هذا الولد.

أسأل ويسأل غيري عن محاور عمل هيئة تطوير عسير التي نسمع عن جعجعتها ولم نرَ طحنًا على أرض الواقع ؟ وأسأل عن مدى تعاون الهيئة وأمانة منطقة عسير لإخراج منتجهم الذي يسر الناظرون،كما هي أحلام المنطقة وسكانها؟ وأسأل عن شارع واحد فقط يسمى “طريق الملك عبدالله” كنموذج لدوائر الأسئلة! هل شاهدت الهيئة الشارع على الطبيعة؟ وهل شاهدت مساحات الجزيرة العريضة بين الطريقين؟ وهل اطلعت على عقد وتفاصيل تشجير هذا الشارع بنوعية نباتية لا تتناسب وطبيعة المنطقة المناخية؟

إذا كانت هيئة تطوير عسير، وأمانة عسير لم تضع بصمتها على طريق الملك عبدالله” الذي يعتبر واجهة اقتصادية وسياحية إلى الآن فأين سنجد هذه البصمة الأدائية؟ نريد الاطلاع على التشجير الباهت، ومعرفة ما تقوم به لجان التعدي على أرض الواقع، ونريد نزع الأشجار التي تئن من اغتصابها في بيئة لا تنبت فيها، نريد مساحات خضراء تنوب عن هذه الشجيرات التي ساندها عيدان غبراء قبل التساقط كأوراق الخريف، وبعدها ننقل دوائر الأسئلة إلى بقية محاور ومفاصل آمال وتطلعات أمير وسكان منطقة عسير.

سياسة الأبواب المغلقة التي سيطرت على عقول وثقافة العمل والتعامل مؤخرًا، وأصبحت لغة مدببة تحول دون الاستفادة من زوايا الرؤيا المتعددة ، وننقل ذلك للمتقد حماسا وعطاءً الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز ، فلعل لديه العلاج ونحن نلوم، ولثقتي بأنه لن يقبل بالأبواب المغلقة في عسير.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button