شقشقات
تحدثت في أعوام سابقة من هذه الشقشقات عن سلبيات بعض البرامج التلفزيونية وإضاعتها للوقت.
غير أنه ليس كل البرامج فيها سلبيات، بل أن هناك بعض البرامج تثري فكر المشاهد بمعلومات إما دينية أو تاريخية أو جغرافية أو ثقافية أو وطنية، وتقرّب له البعيد، وتقوم بدور الكتاب كخير جليس، خاصة بالصوت والصورة في عصر الصورة المهيمنة.
فضيلة الشيخ صالح المغامسي أحد نجوم تلك البرامج المثرية، وهو من المشايخ الذين يتمتعون بملكة حفظ واسعة في مختلف العلوم الشرعية واللغوية والتاريخية والاجتماعية، مما يمكن تصنيفهم “مجازا” في خانة “الموسوعات” البشرية.
فضلا عن تمتّع الشيخ صالح بأسلوب سهل، وخلق عال جدا، ورقي في التعامل، وهو مالمسته عن كثب إبّان حضوره ضيفا إلى مكة المكرمة ضمن برنامج “كيف نكون قدوة” حينما استضافه نادي مكة الثقافي الأدبي.
يطلّ الشيخ صالح على مشاهديه عبر برنامجه اليومي الرمضاني “منابر النور” مجيبا عن أسئلتهم واستفساراتهم الفقهية الشرعية، وغالبيتها عن مايخص الصيام وشهر رمضان، والملفت في الأمر أن الشيخ يستخدم الوسطية المبسّطة المحببة، والتي تعين المسلم كثيرا في تطبيق مفهوم الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ) رواه البخاري (39) ومسلم (2816)
وحقيقة أنا هنا لاأقوم بعمل دعاية للشيخ فهو ليس بحاجة لذلك، ولا للبرنامج، الذي هو أيضا في غنى عن ذلك، بل هي دعوة صادقة لكثير من الدعاة وأصحاب المنابر، سواء التلفزيونية، أو الصحفية، او منابر المساجد، أو أي منبر، بأن يكونوا ميسّرين لامعسّرين، مبشّرين لامنفرّين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
شقيق المساء